البارئ
هو اسم من أسماء الله تعالى الحسنى الذي يدل على أنه سبحانه هو خالق الخلق من تراب، وأصل البر في اللغة التراب، وهو المنشئ للأعيان من العدم إلى الوجود، والبرء هو الفري، وهو التنفيذ، وإبراز ما قدره وقرره إلى الوجود، والله سبحانه وتعالى هو الذي يقدر على تنفيذه، وإيجاده، والبارئ من البر، وهو خلوص الشيء من غيره .
وورد اسم الله – تعالى – البارئ ثلاث مرات في القرآن الكريم:
قال – تعالى -: {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم}[الحشر:24].
وقال – تعالى -: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيم}[البقرة:54].
ويختص هذا الاسم بعدة خواص:
الأولى: أن البارئ هو الموجد لكل شيء.
الثانية: أن البارئ هو المنشئ من العدم .
الثالثة: أن البارئ هو الذي برأ الخلق، فأوجدهم بقدرته .
الرابعة: أن البارئ هو الذي قدر الأشياء في علمه الأزلي.
انعكاسات وتجليات الاسم على حياة المسلم :
اعلم أخي المسلم أنه إذا ذكرت اسم الله – تعالى – البارئ، وآمنت به حق الإيمان، فإنه يتحقق لك عدة فوائد:
الأولى: يولد في المسلم مقاومة اليأس والقنوط:
قال – تعالى -: {يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُون}[يوسف:87].
وقال – تعالى - : {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم}[الزُّمَر:53].
الثانية: يعيد المسلم إلى أصله، فلا ينسب إلى غير أبيه :
وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « لا ترغبوا عن آبائكم فمن رغب عن أبيه فهو كفر» .
الثالثة: يطمئن على نفسه ما دام في طاعة ربه، ويحيى من جديد:
عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول: يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك، قلت: يا رسول الله، إنك تدعو بهذا الدعاء، قال: «يا عائشة، أوما علمت أن القلوب أو قال: قلب بني آدم بين إصبعي الله، إذا شاء أن يقلبه إلى هدى قلبه، وإذا شاء أن يقلبه إلى ضلالة قلبه» .