الاهتمام بمؤسسات بناء الأفكار الصحيحة: ومن هذه المؤسسات المؤسسات الإعلامية والعلمية والوقفية، والمؤسسات الأهلية الأخرى، أو بحسب ما يطلقه عليها بعض المفكرين (مؤسسات الأمة). فالمؤسسات الإعلامية لا بد أن تكون متناغمة ومتوافقة مع الفكرة الإسلامية الأصيلة، وأن تكون في مواجهة فكرية مع الأفكار الدخيلة والغريبة عن روح ديننا الحنيف. ((فمما لا شك فيه أن الثورة الإعلامية أو تكنولوجيا الإعلام التي يشهدها العالم قد قلبت الموازين، وأضحى الإعلام ركيزة أساسية في بناء مقومات المجتمعات، من حيث ما تبثه القنوات الفضائية من روح الصورة النمطية المتصلة بالأحداث التي تجري في هذا الكوكب، ولأن الإعلام أداة فاعلة متكاملة، فلا بد من تفعيل أداته لترسيخ الثوابت الأساسية للمؤسسات الإعلامية، بالإضافة إلى الدور الجوهري لمكافحة ظاهرة الإرهاب والتطرف التي تشهدها المنطقة والعالم. وتجدر الإشارة إلى أن الوضع الراهن، والواقع الجديد المتصل بالواقع العربي والعالم واحتمالاته المستقبلية، أوجد تحديات هامة وخطيرة، ووضع على المؤسسات الإعلامية مسئولية مواجهتها والتعامل معها في الحاضر والمستقبل، وخاصة مع التوقعات بتزايد حدة وتسارع هذه التحديات في المستقبل في ظل التطورات والتغيرات التي يشهدها العالم في مختلف الميادين، وخاصة السياسية منها. ولما كانت وسائل الإعلام ومنها القنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي مطالبة بتطوير بنيتها وفقًا للتطورات السياسية الحادثة في العالم بشكل عام والعالم العربي بشكل خاص حتى تواكب كل ما يستجد على الساحة الدولية ، فإن ذلك لن يحدث إلا من خلال تطوير نظمها وبرامجها وسياسياتها وفقًا لهذه المستجدات، وذلك بتوظيف آليات تساهم في إيجاد حلول للحد من ظاهرة الإرهاب والتطرف)). ويمكن أن نسمي هذا الاستثمار في عالم الأفكار، بحيث تكون المراكز البحثية والمؤسسات فاعلة في حياة الناس وتخاطب القطاع العريض من الأمة ولا تقف عند حدود النخب ، ويمكن أيضًا أن تؤثر برؤيتها المتوازنة والبحثية العميقة في صناعة القرار السليم الذي يهدف إلى حفظ المنظومة المجتمعية وتحصينها من الداخل والخارج.
