الأنبياء يبعثون إلى شعوب حاضرة

الرئيسية المقالات مقالات دينية

الأنبياء يبعثون إلى شعوب حاضرة

الأنبياء يبعثون إلى شعوب حاضرة

فضيلة الدكتور هو من  يجيب، ويقول: كانت هذه الدول ليس فيها شعوب ولا قبائل؛ فالأنبياء لا يُبعثون إلا في أقوام منظمة، وشعوب ومدن حاضرة مثل مكة وبيت المقدس، وأرض الخليل وسيناء، ومصر الحاضرة العامرة، أما أوربا أيامها كانت مساحات أرض شاسعة دون بشر يعمرونها؛ فهؤلاء ما كانوا يتحملون أن يبعث الله فيهم أنبياء؛ لأن الأنبياء يبعثون إلى شعوب حاضرة كما حدث مع سيدنا موسى.   

فضيلة الدكتور يقول للملحد: إني أراكَ متنمرا، ماذا بك؟

الملحد يقول: إني أقول: إن الأنبياء بعثوا في أرض العرب؛ لأن العرب أيامها كانت لهم صفات معينة، وبالتالي كان عندهم فساد أخلاقي، فجاء الأنبياء لإصلاح هذا الفساد الأخلاقي.

فضيلة الدكتور يقول للملحد: نعم هذا كلام صحيح، دعني أسألك سؤالا، إن كان العرب عندهم فساد أخلاقي، فماذا كان عند أوربا أيامها؟.

الملحد يقول: ما كان عندهم لا فساد ولا صلاح.

فضيلة الدكتور يعقب ويقول: لا، هذا كلام غير صائب.

فضيلة الدكتور يعقب ويقول: إذن الأنبياء يبعثوا في أقوام حاضرة، ويعيشون على ضلالات معينة؛ كي يعيدهم الأنبياء إلى الصواب على ما اختلفوا فيه، مثلا قوم شعيب عليه السلام كانوا يفعلون شيئا غريبا، وهو التطفيف في الميزان فأتى لهم نبيٌ لكي يعلمهم القسط والعدل فقط، فقد جاء فيهم نبي واحد؛ كي يقيم فيهم شريعة واحدة، وهي: ﴿وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ [الأعراف:85].

 وهكذا جاء إليهم نبي واحد كي يقيم فيهم شريعة واحدة وهي القسط والعدل؛ وذلك لأن جميع الفساد الاقتصادي في العالم كان بسبب أن أصحابه وقعوا في عدم القسط، وعدم العدل في عمليات البيع والشراء.

فضيلة الدكتور يقول: أيها السادة الكرام إني أتكلم بكل أدب، وبكل نزاهة ولا أشتط عليهم.

الملحد الثالث يقول، وهو متعصب تعصبا شديدا لأوروبا: إن أوربا لم يبعث فيها الأنبياء بخلاف أرض العرب، ورغم هذا، فإن أوروبا الآن منظمة اقتصاديا وعلميا ومحوريا وفيها جامعات، وفيها أسلحة نووية، وفيها خيرات كثيرة وفيها مصانع وفيها، وفيها، والعرب - الآن - عالة على أوروبا.

فضيلة الدكتور يردّ على الملحد، قائلا: احذر أن تنسب أخطاء المسلمين إلى الإسلام؛ فالورق الذي كانت أوربا تكتب عليه كان من بلادنا، فقد كانت أوروبا أيامها عالة على العالم كله، وعلى العرب خصوصا، ولكنا أمور مقدرة في علم الله تعالى، ونعود إلى هرقل، والملحد يسأل هرقل الآن.


من كتاب مناظرات إيمانية لفضيلة الأستاذ الدكتور أحمد عبده عوض الداعية والمفكر الاسلامى 

تصفح أيضا

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض