الأمراء الثلاثة
هم زيد بن حارثة، وعبد الله بن رواحة، وجعفر بن أبي طالب رضي الله عنهم، اخترت هذا
الموضوع الليلة احتفاءً بشهداء غزوة مؤتة رضي الله عنهم، وقد أخذنا أمثلة لمراسلات
النبي صلى الله عليه وسلم مع المقوقس عظيم مصر، ولا زلنا في ذكريات العام التاسع
الهجري وهذا العام كان عامًا بين السهولة والصعوبة، فالمعارك الدولية للمسلمين
التي خاضوها كانت في العام التاسع الهجري، وأكثر الفتوحات الدولية في عهد النبي
صلى الله عليه وسلم كانت في العام التاسع الهجري.
مر العام التاسع
الهجري بصعوبة وسمي تاريخيًا بعام الوفود، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد
استشعر دنو الأجل وأنه لم يبق له سوى عامٍ واحدٍ على وجه الأرض بصفته البشرية، فقد
كرس النبي صلى الله عليه وسلم جهوده كلها في نقل الإسلام من المحلية إلى الدولية،
كانت هناك معارك شديدة خاضها المسلمون كأنهم لم يخوضوا حروبًا من قبل.
رد الهجوم
بالهجوم:
مع الحروب
والغزوات الشديدة التي خاضوها في بدر وأحد والأحزاب، كان النبي صلى الله عليه وسلم
يُهاجَم، فبدأ الإسلام يهاجِم في العام الثامن كي يدخل مكة المكرمة، وكان اتجاه
العمليات العسكرية من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، والآن أصبح من المدينة
المنورة إلى العالم كله، خاض النبي صلى الله عليه وسلم موقعة حنين، وكان هو
المهاجم، وعاد النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة المكرمة بعد غزوة حنين فأخذ يستعد
بعد العام التاسع لنشر الإسلام خارج الجزيرة العربية.
تجهيز الجيش
لملاقاة جيش الروم.
جهز النبي صلى
الله عليه وسلم جيشًا لكي يذهب إلى بلاد الروم لحماية حدود الجزيرة العربية، ولخوض
مواجهة حربية مع الروح لمعرفة كيف يستطيع الإسلام أن يدخل هذه الدول، كانت الروم
في هذا الوقت متمركزة في الشام، فبدأ المسلمون يتحركون ناحية الشام، هذا العام
التاسع كان به غزوة مؤتة التي كان فيها الأمراء الثلاثة رضي الله عنهم.