الأطفال والقرآن

الأطفال والقرآن
وإذا كان الإسلام قد أعطى الصلاة أهمية عظيمة بالنسبة للصغير وتدرج في أمره به من الأمر والتعليم حتى العقاب على تركها، فإن الإسلام أعطى أهمية عظيمة للقرآن، وحض الآباء على توجيه أبنائهم إلى حفظه وقراءته، لأنه الدستور الخالد الذي سيظل يمثل للإنسان المنهاج في كل مراحل حياته.
والله - سبحانه وتعالى – يسر القرآن للذكر، قال – تعالى -: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} [القمر: 17] .
ويخبرنا الله – سبحانه وتعالى – بأنه {الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآَنَ} [الرحمن: 1- 2].
فالرحمن يبين أنه علم القرآن وأنه يسر القرآن للذكر، كل ذلك لما يمثلة القرآن بالنسبة للمؤمن فهو دستور حياته، كما قال – تعالى -: {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} [الحشر: 21] .
وقال – تعالى -: {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (27) قُرْآَنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} [الزمر: 27] .
وفي السنة النبوية قصة تعلمنا مدى أهمية تعليم القرآن للصغار:
عن عمرو بن سلمة عن أبيه قال: (( كنا بحاضر يمر بنا الناس إذا أتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فكانوا إذا رجعوا مروا بنا؛ فأخبرونا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال كذا وكذا، وكنت غلامًا حافظًا فحفظت من ذلك قرآنا كثيرًا؛ فانطلق أبي وافدًا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في نفر من قومه؛ فعلمهم الصلاة؛ فقال: يؤمكم أقرؤكم، وكنت أقرأهم لما كنت أحفظ؛ فقدموني؛ فكنت أؤمهم وعليَّ بردة لي صغيرة صفراء؛ فكنت إذا سجدت تكشفت عني؛ فقالت امرأة من النساء: واروا عنا عورة قارئكم؛ فاشتروا لي قميصًا عمانيًّا، فما فرحت بشيء بعد الإسلام فرحي به؛ فكنت أؤمهم وأنا ابن سبع سنين، أو ثمان سنين))
فالنبي – صلى الله عليه وسلم – في هذا الحديث يبين القيمة العظيمة للقرآن بالنسبة للطفل الصغير، بل كافأه النبي – صلى الله عليه وسلم – فجعله إمامًا لمن هو أكبر منه إجلالًا للقرآن الذي يحمله، وبيانًا لمكانة القرآن وكيف يرفع صاحبه في الدنيا والآخرة .
وفي موقف آخر يبدي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فرحه وبشره حينما يجد غلامًا صغيرًا جمع جانبًا كبيرًا من القرآن حفظًا في صدره، وذلك من خلال موقفه مع زيد بن ثابت – رضي الله عنه - :
عن خارجة بن زيد أن أباه زيدًا أخبره أنه ((لما قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة قال زيد: ذهب بي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأعجب بي؛ فقالوا: يا رسول الله، هذا غلام من بني النجار، معه مما أنزل الله عليك بضع عشرة سورة؛ فأعجب ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال: يا زيد تعلم لي كتاب يهود، فإني والله ما آمن يهود على كتابي، قال زيد: فتعلمت كتابهم ما مرت بي خمس عشرة ليلة حتى حذقته، وكنت أقرأ له كتبهم إذا كتبوا إليه، وأجيب عنه إذا كتب))
إن النبي – صلى الله عليه وسلم – سر بما يحمل زيد من القرآن وهو غلام صغير وهذا بيان لفضل القرآن الكريم ومدى أثره في تشكيل سلوك الصغير على الاستقامة التي ستلازمه في حياته كلها، وتجعل منه عضوًا صالحًا في المجتمع.

عن عائشة – رضي الله عنها – قالت: قال النبي – صلى الله عليه وسلم - ((مثل الماهر بالقرآن مثل السفرة الكرام البررة، ومثل الذي يقرؤه وهو عليه شاق له أجران))

تصفح أيضا

الحكيم

الحكيم

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض