الأخلاق فى القرآن الكريم

الرئيسية المقالات مقالات دينية

الأخلاق فى القرآن الكريم

الحقيقة أنّ القرآن تحدث عن كثير من الأخلاق التى يجب الأخذ بها، والعديد من الفضائل الكريمة التى ينبغى على المسلم والمسلمة التحلى بها، ممّا لا مجال لحصره، ذلك أنّ دائرة الأخلاق الإسلامية واسعةٌ جدًا، فهى تشمل جميع أفعال الإنسان الخاصة بنفسه أو المتعلقة بغيره.
ويتضح جليا من خلال النصوص أنّ الأخلاق لها مكانتها العظيمة فى الدين، حيث يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: (إنَّما بُعِثْتُ لأتمِّم مكارم الأخلاق) [رواه البيهقي في السنن الكبرى 10/191].
ويقول: (إنّ أحبّكم إلى وأقربكم منِّى مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا) [رواه الترمذى 4/370] وفى حديث آخر نفى الإيمان عمّن تجرّد من الأخلاق: (لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له) [صحيح ابن حبان 1/422 رقم 194]. وكذلك قال صلى الله عليه وسلم: (والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، قيل: مَنْ يا رسول الله؟ قال: الذى لا يأمنُ جارُه بوائقه) [رواه أحمد] أى لا يجتمع خُلقٌ رديء من الإيمان.
إنّ المرأة المسلمة بأخلاقها الربانية لا يمكن أن تنفصل أخلاقها عن إيمانها، بل إنّ أخلاقها تنبئ عن ذلك الإيمان، فلا تفعل إلّا خيرًا لنفسها وللآخرين، وأينما وُضعت ظهرت آثارها وثمارها الطيبة إصلاحًا بين الناس وبذلًا للمروءة لهم، مَنْ تعرفهم ومن لا تعرفهم، سماحة وكرمًا وإحسانا ونبلا ورحمة ومودة ومؤازرة.
ثم صبرا وجلَدا وتحمُّلا وأناة ورفقا وثباتا وتواصلا وعطاء بلا انقطاع.
قولٌ طيّب، ولسان ذاكر، وكلمةٌ لا تحمل إلا الخير، كالبلسم على الجراح وكالماء على النار. ما دامت هذه المسلمة مرتبطة بالقرآن وبأخلاق القرآن فإنك تستطيع أن تميُّز شخصيتها من بين الكثيرات إذا رأيت فِعالها أو سمعت أقوالها فتعلم أنّها لا يمكن إلا أن تكون مسلمة لأنّ أخلاقها قرآنيّة.
ومما ينبغى أن يعلم علم اليقين أن لهذه الأخلاق القرآنية الربانية فى البيت المسلم ثمار فى الدنيا والآخرة وشجرة للسعادة تنعم الأسرة بثمارها وتجتنى من جناها فى كل وقت وحين.
فالأخيار من الناس: جزاؤهم عظيم فى الدنيا والآخرة: ومن ذلك ما أعده الله لهم فى الآخرة كما فى قوله تعالى: {وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِى جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة: 72].
وكذلك ما وعدهم الله به فى الدنيا من الجزاء العاجل، قال تعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ} [الطلاق 2-3]، وقال أيضًا: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِى هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: 10].
نسأل الله العلى العظيم أن يجعل لنا من أخلاق القرآن أعظم نصيب، وأن يرزقنا السير على هدى الحبيب صلى الله عليه وسلم، وأن يطهر قلوبنا بذكره، وأن يجعل أنس بيوتنا وقلوبنا بالقرآن ونوره إنه نعم المولى ونعم النصير.


تصفح أيضا

المصور

المصور

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض