أنواع السياق القرآنى

السياق العاطفي: وهو الذي يحدد درجة الانفعال قوة وضعفا، وسكونا، إذ يختار المتكلم الكلمات ذات الشحنة التعبيرية القوية إذا تحدث عن أمر فيه شدة انفعال، فهو يتولى الكشف عن المعنى الوجداني، ويحدد طبيعة استعمال الكلمة بين دلالاتها الموضوعية ودلالاتها العاطفية، بمعنى استعمال الكلمة في غير معناها الموضوعة هي له، لباعث عاطفي، كاستخدام لفظ "يود" فهو غير لفظ "يُحب"، على الرغم من اشتراكهما في أصل المعنى، وهو الحبُّ، فإن مضمونهما العاطفي متفاوت، ومثل "يكره" و "يبغض"، ويسمى المفهوم المعنوي بنوعية السياق المقاصيدي.
فلا يمكن فهم اللغة وقوانين تطورها بمعزل عن حركة المجتمع الناطق بها في الزمان والمكان المعينين؛ لأن فيها من الإنسان فكره، وطرائقه الذهنية، وفيها من العالم الخارجي تنوعه وألوانه، كما صحب هذين القسمين أداء صوتي خاص يشحن المفردات بمعانٍ انفعالية، وقد تصاحبُ الكلام إشارات وإيماءات خاصة، ترمز إلى مثل هذه المقاصد، وهذا الاعتبار يقوم على أساس التشابك العلائقي القائم بين النص، والمتعرض دوما للتغيير والتحوير، في البنى المعجمية والتركيبية الخاصة به؛ مما أدى إلى تحديد دلالة الكلمة، يحتاج إلى تحديد مجموعة السياقات الواردة فيها، فيجعلها تتكئ على عدة مفاهيم أخرى، مثل: (الوضع) و(الاستعمال) و(المقام التواصلي)، مما يساعد على إنتاج تلك الدلالة.
كما تتنوع السياقات باعتبار النظم اللفظي للكلمة، وموقعها والقرائن والأحوال، يتقسم إلى:
1- السياق اللغوي، (سياق النص):
هو النظم اللفظي للكلمة والبيئة اللغوية للنص من مفردات وجمل وخطاب، المحيطة بالعنصر اللغوي، مثل قوله تعالى: {بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا} [سورة البقرة : 135] ، حذف الفعل "نتبع" والذي يقدر فعلا ناصبا لـ "ملة"، إذ يستعين بالسياق السابق للآية نفسها كأنه قيل لهم: اتبعوا، حين قيل لهم: {كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ} [سورة البقرة: 135]( ).
ويحلل السياق اللغوي وفق مستويات لغوية مختلفة، كالمستوى الصوتي، ويدخل فيه النبر، والتنغيم والمستوى الصرفي والمعجمي، والمستوى النحوي "التركيبي"، والمستوى الدلالي، وهذا المستوى الأخير هو الركن الرئيس في النظرية السياقية، وخاصة في التفسير القرآني، إذن فالسياق اللغوي هو حصيلة استعمال الكلمة داخل نظام الجملة.
2- سياق الموقف:
وهو القرائن والأحوال الخارجية التي تحيط بالكلام من ظروف وملابسات، والبيئة غير اللغوية التي تحيط بالخطاب، وتبين معناه، وتشمل القرائن والأحوال، أو البيئة زمن المحادثة ومكانها والعلاقة بين المتحادثين، والقيم المشتركة بينهما، والكلام السابق للمحادثة، وسياق الموقف يحدد العلاقة بين موضوع التركيب والأسلوب الذي جاء عليه( )، ويقترب مفهومها من "دلالة الحال" عند النحاة.

وسياق الموقف نجده ممثلا في علم المخاطب بغرض المتكلم وموضوع الكلام، حيث يستعان بعناصره في فهم الكلام بعد إنتاجه، وهذا النوع من السياق نجده متمثلًا فيما عُرف "بأسباب النزول" لأنه تحكمه قرائن الأحوال، وإشارات وحركات، ومن أمثلة ذلك: إلقاء التحية بعبارة: السلام عليكم، أنه قد يريد بها التحية فقط، أو تمهّد لكلام بعدها، قد يكون عتبا، أو تشجيعا على أمر، أو ثناء.

تصفح أيضا

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض