(مناظرة حول زعم الملاحدة وسؤالهم: أين حماية الله لمكة والمدينة؟)

الرئيسية المقالات مقالات دينية

(مناظرة حول زعم الملاحدة وسؤالهم: أين حماية الله لمكة والمدينة؟)


(مناظرة حول زعم الملاحدة وسؤالهم: أين حماية الله لمكة والمدينة؟)

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، لا عزّ إلا في طاعتك ولا نعيم إلا في رضاك، ولا سعادة إلا في التذلل بين يدي عظمتك، والصلاة والسلام على أسعد الأنام من نشر السلام والوئام في جنبات الأرض كلها، وعلى آله وصحبه الغرّ الميامين.

أحبابي الكرام، إنَّ الأمة قد اعتراها كثير من الشكّ والريب والبهتان في عقيدتها خاصة مع تواتر، وشدة المآسي والمصائب التي تلحق بالأمة، فيشمت الشامتون ويتربص المتربصون، ويتفيهق المتفيهقون، فهم ينتظرون للإسلام أي وقعة حتى يشمتون فيه، وفي أبناء المسلمين؛ كي يتشدَّقوا بكلامٍ فيه من سوءِ الأدبِ الكثير والكثير، وملاحدة اليوم هناك واحد منهم يهاجم الله تعالى هجوما كبيرا، ويقول: إذا كان ربكم موجودا، فلماذا لا يحمي مكة والمدينة؟! وهما الحرمان الشريفان على خلفية الحادث التفجيري على خلفيته التي يعرفها عن دين المسلمين، فقال في تغريدته على صفحات التواصل الاجتماعي، ومنها التويتر:

أين ربكم؟ ولماذا لم يقم ربكم بحماية الناس الموجودة في الحرم أثناء التفجير؟ وملحد آخر، يقول: إنَّ الخواطر، والمخاطر كانت كثيرة ولم يستطع نبيكم ولا ربكم درء المفاسد لا عن مكة ولا عن المدينة!.

أحبتي الكِرَام، لقد اخترت لكم مناظرة اليوم على خلفية ما جرى من تفجير في المنطقة السعودية في مناطق عدة، وأهم هذه المناطق على الإطلاق: الحرم الشريف، ولا يعنينا من كانوا يستهدفون، هل كانوا يستهدفون قوات الأمن؟! أم كانوا يستهدفون المصلين؟!

 فالأمر لدينا سواء؛ فكلهم مسلمون، ولا يجوز إهدار دماءهم وبعد كُلِّ أزمةٍ نجد أولئك الملاحدة يشمتون، ويتفيهقون ضد الإسلام؛ فهذا هو حالهم دائما، ومناظرة اليوم وهذا الدرس عندي من الدروس والمناظرات الشائقة؛ لأني قرأت كثيرا وعشت كثيرا في أرض الحرمين الشريفين.

فضيلة الدكتور يسأل الملحد: ماذا عندك وماذا في جعبتك صديقي الملحد؟

الملحد يجيب على فضيلة الدكتور، قائلا: لست صديقك ولا يشرفني أن أكونَ صديقًا لأمثالك.

فضيلة الدكتور يسأل الملحد: ولماذا يا أستاذ؟!

الملحد يجيب قائلا: لأنكم تتحدثون كثيرًا وتعملون قليلا، ولأنَّكم أمة كلام ولستم أمة عمل، ولا تقول صديقك؛ فأنا لا يُشرفني أن أكونَ صديقك.

فضيلة الدكتور يسأل الملحد، قائلا: ماذا في جُعبتك الآن؟

الملحد يجيب قائلا: إِنَّ في جُعبتي الكثير، ولكني أرى أنَّك رَكَّزَت في هذه المُناظرةِ على جزئيةٍ واحدةٍ، وهي زعمكم أنَّ ربكم فوق عرشه يحمي مكة والمدينة الحرمين الشريفين، وهو ليس قادرا على حماية مكة والمدينة؛ لأن حادثةَ الرَّافعةَ التي حدثت في وقت الحج، ومات بسببها كثير وكثير من الذين يحجون له أصلا؛ فهو إذن ليس بقادر على حماية مكة والمدينة، بل إنه ليس قادرا على حماية أي شيء أصلا كما تزعمون أنتم، فأين – إذن - حماية الله ربكم لمكة والمدينة، أين؟!

فعلى مدار التاريخ جَرَت في الحرمِ المكِّي حرائق وسيول رَاحَ ضحيتها الكثير والكثر فأين - إذن – حماية ربكم كما تزعمون أيها المسلمون، أين؟! وهذه السيول التي جرت قبل ذلك تهشَّمَ بسببها جدار الكعبة، ولم يستطع ربكم أَنْ يفعل شيئا حتى أنَّ الكعبةَ نفسها وقعت على من كان يطوف حولها، فأين قدرة ربكم آنذاك، أين هو؟!

والمظاهر التي شاهدها الناس على مَرِّ التَّاريخِ من  اشتعالِ الحرائق في مكة والمدينة وأنَّ النَّاسَ لا يقدرون على السيطرةِ عليها حتى أنها أكلت كُلَّ شيءٍ، فإنَّ كُلَّ هذا دليلٌ على أنَّ ربكم لا يستطيع حمايةَ مكة والمدينة، ولا يستطيع أن يحمي شيئا أصلاً.    

تصفح أيضا

الحليم

الحليم

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض