هل فى الصلاة شفاء؟ لقد صح عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا حزن من أمر فزع إلى الصلاة كما أن النبى الكريم أكد فى عدة مناسبات أن أحب الأعمال إلى الله الصلاة على وقتها (اعلموا أن خير أعمالكم الصلاة) [ رواه أحمد]. فما هى الأسرار العلمية والطبية وراء هذه العبادة العظيمة التى هى عماد الدين؟
أعزكم الله، وأحبكم، ورفع شانكم، وأعلى ذكركم
إن توقيت الصلوات الخمسة بما يتوافق مع بزوغ الفجر وشروق الشمس وزوالها تتوافق مع العمليات الحيوية للجسم، مما يجعلها كالمنظم لحياة الإنسان، فعند أذان الصبح والذى يعتبر بداية بزوغ الفجر يبدأ إفراز الكورتيزون فى الجسم يتلازم مع ارتفاع فى ضغط دم الجسم مما يشعر الإنسان بالحيوية والنشاط وقت الفجر حيث تكون نسبة غاز الأكسجين مرتفعة فى الجو والذى ينشط الدورة الدموية والجهاز العصبى والعضلى.
أما عند صلاة العشاء فيفرز الجسم مادة الميلاتونين التى تؤدى إلى استرخاء الجسم للنوم، وفى هذا الوقت تأتى صلاة العشاء ليختم بها المؤمن صلواته اليومية وغير ذلك من الكشوفات الحديثة عن أسرار الصلاة أنها وقاية من مرض الدوالى بسبب حركة المؤمن فى صلاته من ركوع وسجود والتى تجدد نشاط الدورة الدموية وتعيد تنظيم كافة أجزاء الجسم.
إن الصلاة تعتبر من أفضل أنواع الرياضات لأنها تلازم المؤمن طيلة حياته وبالتالى يتجنب الكثير من الأمراض مثل ترقق العظام والناتج عن قلة الحركة وتقوى العمود الفقرى، وقد ثبت أن المحافظة على الصلوات تعيد للجسم حيويته .
إن الركوع والسجود فى الصلاة يقويان عضلات البطن والساقين والفخذين. كما تزيد الصلاة من نشاط الأمعاء فتقى من الإمساك. كذلك الركوع والسجود يؤديان إلى تدفق الدم إلى الدماغ ليسمح بعودة الدم إلى كافة أعضاء الجسم.
كما أن المرأة الحامل تستفيد من حركات الصلاة فى تنشيط حركة عضلاتها وتخفيف الضغط والثقل الذى يسببه الجنين على القدمين من خلال السجود.
كما أن حركات الصلاة تعتبر بمثابة تمارين رياضية للحامل وخصوصا فى الأسابيع الأخيرة من الحمل، وهذه الرياضة مهمة لتيسير الولادة الطبيعية.
هنالك آثار نفسية عظيمة للصلاة، فعندما يتم المؤمن خشوع الصلاة فإن ذلك يساعده على التركيز والذى هو أهم طريقة لمعالجة التوتر والإرهاق العصبى. كذلك الصلاة تعالج التسرع والتهور فهى تعلم الإنسان كيف يكون هادئاً وخاشعاً وخاضعاً لله عز وجل والتواضع.
هذه الأشياء تؤثر بشكل جيد على الخلايا العصبية وعلى عمل القلب وتنظيم الضربات خلاله.
إن الصلاة هى صلة العبد بربه، فعندما يقف المؤمن بين يدى الله تعالى يحس بعظمته ويحس بصغر حجمه وقوته أمام هذا الإله العظيم. هذا الإحساس يساعد المؤمن على ما ترسب فى باطنه من اكتئاب وقلق ومخاوف وانفعالات نفسية؛ لأنها تزول جميعاً والمؤمن يقف بين يدى الله ويعلم أن الله معه ولن يتركه أبداً ما دام مخلصاً فى عبادته لذلك وبسبب الأهمية البالغة لهذه الفريضة، جاء التأكيد على أنه لا يجوز للمؤمن أيا كان السبب أن يترك الصلاة فيجوز له أن يصلى قائماً فإن لم يستطع فقاعداً فإن لم يستطع فعلى جنبه بما تسمح به الحالة الصحية له.
وحتى عندما يكون المؤمن على فراش الموت فلا يجوز له أن يترك الصلاة، بل عليه أن يختم أعماله فى هذه الدنيا بركعات يتصل بها مع
الله تعالى.