هذا ذكر (392)
تكاليف الرسالة في
سورة الأحزاب
فضيلة الأستاذ الدكتور/ أحمد عبده عوض
الداعية والمفكر الإسلامي
مهما ضاقت الحياة عليكم واشتدت الأزمات عليكم
فإنها مقدمة لفرج
قد نرى الأمور مدلهمة ولا منفذ للفرج ولكن
كرم الله تعالى كبير ولطفه عميم فالله تعالى لا يتخلى عن أحبابه خاصة عندما تضيق
الصدور عليهم
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا
نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ
رِيحًا وَجُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا ۚ وَكَانَ
اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا (9) إِذْ جَاءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ
مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ
وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (10) هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ
وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا (11)} الأحزاب
اليهود داخل المدينة تآمروا مع الكفار على
النبي صلى الله عليه وسلم
من مهمات القائد الحفاظ على أرواح الناس والصحابة
لم يتنازلوا وقالوا سنبقى صامدين رافعين راية النصر
داخل الحصار كان النبي صلى الله عليه وسلم
يبشر الأمة بفتح فارس
الأيام العصيبة لا بد أن تختم بالفرج كلمة
ريخ بخلاف كلمة رياح
الرياح فيها رحمة
"تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ
رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَىٰ إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ
ۚ كَذَٰلِكَ نَجْزِي
الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ (25)" الأحقاف
أهلك الله تعالى عادا وثمود بالريح وكانت
الريح شديدة فعلموا أنه انتقام من الله تعالى منهم وهذه نعمة النصر
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا
نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ
رِيحًا وَجُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا ۚ وَكَانَ
اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا (9) إِذْ جَاءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ
مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ
وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (10) هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ
وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا (11)} الأحزاب
كل سورة الأحزاب كلها إعجاز سورة الأحزاب ورد
فيها لفظ "محمد" بصورة واضحة
{مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن
رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ وَكَانَ
اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (40)} الأحزاب
هذه الآية هي الأربعون وهو سنة التكليف وسن
نزول الوحي
ظل القرآن الكريم يتنزل على النبي صلى الله
عليه وسلم على ثلاث وعشرين سنة الآية
الثالثة والستون من سورة النور فيها تمجيد للنبي صلى الله عليه وسلم
فالقرآن الكريم ذكر سنة الولادة وسن الوفاة
للنبي صلى الله عليه وسلم وأقسم الله تعالى بعمر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في
سورة الحجر {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ (72)} الحجر
كلمة "محمد" في القرآن الكريم تأتي
في المواقف الصعبة
الظروف المعنوية كانت صعبة جدا وكان الإسلام
مخنوقا ومحاصرا
في هذه المواقف الصعبة نعرف كيف نتأسى برسول
الله صلى الله عليه وسلم؟
{لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ
أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ
اللَّهَ كَثِيرًا (21) وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَٰذَا مَا
وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ۚ وَمَا زَادَهُمْ
إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا (22) مِّنَ
الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم
مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا
تَبْدِيلًا (23)} الأحزاب
رغم صعوبة الموقف فإن الصحابة لم يهتزوا ولم
يتغيروا ولم يتزلزلوا وهذا هو اليقين في النصر واليقين في النبي صلى الله عليه
وسلم ويبقى الإسلام مضطهدا ومحاربا إلى
قيام الساعة
لما انكشفت الأحزاب وذهبوا ظهرت معجزة للنبي
صلى الله عليه وسلم فقال: "الآن نغزوهم ولا يغزوننا " ومنذ هاجر النبي
صلى الله عليه وسلم يأتون من مكة إلى المدينة
العام الخامس كان هو العام الآخر لاتجاه
القوات المسلحة من مكة إلى المدينة
جميع المفاهيم الخربة عند الكفار أن القتال
بالقوة والعدد فأبطل الله تعالى كل هذه الأمور
لكن اعلم أن القتال بالإيمان والنصر بالإيمان
والعدة والعتاد ما كانت يوما من أسباب النصر
{وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا
بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا ۚ وَكَفَى
اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ ۚ وَكَانَ
اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا (25) وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ
مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ
وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا (26)} الأحزاب
