من هي ذات الدين؟
المرأة الصالحة تكون في صحبة
زوجها الرجل الصالح سنين كثيرة، وهي متاعه الذي قال فيها رسول الله: (الدنيا متاع،
وخير متاعها المرأة المؤمنة، إن نظرت إليها أعجبتك، وإن أمرتها أطاعتك، وإن غبت
عنها حفظتك في نفسها ومالك). رواه مسلم. وهي التي أمر بها النبي في قوله لما سأله
المهاجرون أي المال نتخذ فقال: (لسانًا ذاكرًا، وقلبًا شاكرًا، أو امرأة صالحةً
تعين أحدكم على إيمانه) رواه الترمذي.
ويكون منها من المودة
والرحمة ما امتنَّ الله تعالى بها في كتابه، فيكون ألم الفراق أشد عليها من الموت
أحيانا وأشد من ذهاب المال وأشد من فراق الأوطان، خصوصا إن كان بأحدهما علاقة من
صاحبه، أو كان بينهما أطفال يضيعون بالفراق ويفسد حالهم.
بل إن المرأة التي تجمع بين
طاعة ربها بفعل ما أمر به من الواجبات، وترك ما نهى عنه من المحرمات، وطاعة زوجها:
بشرها النبي صلى الله عليه وسلم بكرامة عالية عند دخول الجنة
ففي الحديث: (إِذَا صَلَّتْ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا وَصَامَتْ شَهْرَهَا،
وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا، وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الْجَنَّةَ
مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ).رواه أحمد.
ذات الدين: هي التي تعي
وتعلم أن حسن تبعُّلها لزوجها يعدِل الجهاد في سبيل الله، وأداء الجُمع والجماعات،
ومجالس العلم؛ كما ورد عن أسماء بنت يزيد الأنصارية الأشهلية، أنها أتت النبيَّ صلى الله عليه
وسلم وهو بين أصحابه، فقالت: بأبي أنت وأمي، إني وافدة النساء إليك، إن الله بعثك
بالحقِّ إلى الرجال والنساء، فآمنَّا بك وبإلهك الذي أرسلك، وإنا معشر النساء
محصورات مقصورات، قواعد بيوتكم، ومقضى شهواتكم، وحاملات أولادكم، وإنكم معاشر
الرجال فُضِّلتم علينا بالجُمعة والجماعات، وعيادة المرضى، وشهود الجنائز، والحج
بعد الحج، وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله، وإن الرجل منكم إذا أخرج حاجًّا أو
معتمرًا ومرابطًا، حفظنا لكم أموالكم، وغزلنا لكم أثوابًا، وربَّينا لكم أولادكم،
فما نشارككم في الأجر يا رسول الله؟ قال: فالتفت النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى
أصحابه بوجهه كله، ثم قال: (هل سمعتم مقالةَ امرأةٍ قط أحسن من مسألتها في أمر
دينها مِن هذه؟) فقالوا: يا رسول الله، ما ظننا أن امرأةً تهتدي إلى مثل هذا،
فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إليها، ثم قال لها: (انصرفي أيتها المرأة، وأعلمي
مَن خَلْفك من النساء أنَّ حسن تبعُّل إحداكن لزوجها، وطلبها مرضاته، واتباعها
موافقته، تعدل ذلك كله)، قال: فأدبرت المرأة وهي تهلِّل وتكبِّر استبشارًا. رواه البيهقي في الشعب. وفي رواية: (أبلغي مَن لقيت من النساء أنَّ طاعة الزوج واعترافًا بحقِّه
يعدل ذلك، وقليل منكن من يفعله). رواه البزار في مسنده.
ذات الدين : هي محور السعادة في الدنيا والآخرة، تأخذ بيدك
وتأخذ بيدها إلى الجنة.
ذات الدين: هي الموافقة لاختيار الله تعالى ورسوله لك، لذلك فهي التي تتعبَّد لله
عز وجل بقوامة زوجها عليها، امتثالًا وطاعة لقوله تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى
النِّسَاءِ} [النساء: 34]، وقوله: {وَلِلرِّجَالِ
عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ} [البقرة:
228]. والقوامة: تعني الرعاية والحماية والوقاية والمسؤولية والريادة والرئاسة، وتوفير سبل
الراحة والأمان، وتحمُّل أعباء الحياة.
ذات الدين: هي التي تعي وتعلم مكانة الزوج
وقدسية هذه المكانة، وأن سخط الله تعالى وغضبه قد يكون عليها إذا سخط عليها زوجها
بحقٍّ وبالحقِّ، أو خرجت من بيتها بغير رضاه وإذنه؛ فهو سبيلها والباب التي تلج
فيه إلى الجنة.
ذات الدين: هي التي تعي قولَه صلى الله عليه وسلم: (إذا صلَّت المرأة
خمسها، وصامت شهرها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي الجنةَ من أيِّ
أبواب الجنة شِئت).
ذات الدين: هي التاج المخوص بالذهب على
رأس الملِك. فعن
عبد الرحمن بن أبزى، قال: «مثل المرأة الصالحة عند الرجل كمثل التاج المتخوص
بالذهب على رأس الملك، ومثل المرأة السوء عند الرجل الصالح مثل الحِمل الثقيل على
الشيخ الكبير).
ذات الدين: هي جنة الدنيا وحسنتها؛ عن الحصين بن محصن أن عمَّةً له أتت النبيَّ صلى
الله عليه وسلم في حاجةٍ، ففرغت من حاجتها، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: (أذات
زوج أنت؟) قالت: نعم، قال: (كيف أنتِ له؟) قالت: ما آلوه إلا ما عجزت عنه، قال: (فانظري
أين أنتِ منه، فإنما هو جنَّتُك ونارك). رواه النسائي في الكبرى.
ذات الدين: هي التي تعلم حقَّ زوجها عليها وفضله، وأنه أفضل مقامًا ومكانةً من والدها؛
حيث اجتمع معه في الإنفاق، وسبب الذرية، وتميَّز عنه بأنه أحقُّ الناس بها
ويمتِّعها ويعفُّها عن الحرام مما يَعجِز عنه الأب.
لذلك قال صلى الله عليه وسلم: (لو كنت آمرًا أحدًا أن يسجد لغير الله،
لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، والذي نفس محمد بيده، لا تؤدِّي المرأة حقَّ ربها
حتى تؤدي حق زوجها).رواه ابن ماجه.
فهي التي تلتزم بتعاليم الإسلام ووصايا رسوله الكريم، ومنها:
• أنها لا تأذن في بيته لمَن يكره، ولا تخرج من
بيته وهو كاره.
• أنها لا تسبب له غيظًا فيضيق صدره ويغضب عليها.
• أنها تأتيه حتى ترضيَه إن كان هو أظلم، فإن قَبِل
منها فبها ونعمت وقَبِل الله عذرها، وإن هو لم يرض فقد أبلغت عند الله عذرها.
•أنها تشكر لزوجها، وهي التي تعي قول النبي صلى
الله عليه وسلم: (لا ينظر الله إلى امرأةٍ لا تشكر لزوجها، وهي لا تستغني عنه).
رواه النسائي في الكبرى.
ذات الدين: هي التي لا تمتنع عن زوجها حين يطلبها للمتعة والفراش وإن كانت على ظهر
دابة، أو أمام التنور، وهي التي تعلم أن هذا الجسد حقٌّ خالص للزوج يشتهيه ويأتيه
أيَّ وقت شاء.
ذات الدين: هي التي لا تشكو زوجها. عن زيد بن ثابت رضي الله عنه أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال
لابنته: (فإني أبغض أن تكون المرأة تشكو زوجها). رواه الطبراني في الكبير.
• فذات الدين هي الودود الولود التي تعين زوجها
على إيمانه، وهي خير له من الكنز.
• وهي العفيفة المسلمة الهينة اللينة تعين أهلها
على الدهر، وقليل مَن يجدها. وعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِى وَقَّاصٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله
عليه وسلم: (أَرْبَعٌ مِنَ اَلسعَادَةِ: الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ، وَالْمَسْكَنُ الوَاسِعُ،
وَاَلجَارُ الصَّالِحُ، وَالْمَرْكَبُ اَلهَنِيءُ، وَأَرْبَع مِنَ اَلشًقَاوَةِ:
اَلْجَارُ السُّوءُ، والمرأة اَلسُّوءُ، وَالْمَسْكَنُ اَلضيقُ، وَالْمَرْكَبُ
السُّوءُ).رواه ابن حبان.