من أسماء الله تعالى ( البصير )

الرئيسية المقالات مقالات دينية

من أسماء الله تعالى ( البصير )

من أسماء الله تعالى ( البصير )
اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه أن الله يشاهد ويرى في ظلمات البر والبحر، وما تحت الثرى، وهو الرقيب والمشاهد على كل شيء ما ظهر منه وما خفي، وهو المبصر لجميع المبصرات، الذي يرانا ولا نراه .
واسم الله البصير ورد مطلقًا معرفًا ومنونا مرادا به العلمية ودالًّا على كمال الوصفية ومقترنا باسم الله السميع في آيات كثيرة كقوله تعالى: {سُبْحَانَ الذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ ليْلاً مِنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلى المَسْجِدِ الأَقْصَى الذِي بَارَكْنَا حَوْلهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} [الإسراء:1]، وقوله: {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} [الحج:75]، وقد ورد مطلقًا منونًا مفردًا في موضعين ومقترنًا بالسميع في ستة مواضع، قال تعالى: {وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً} [الفرقان:20].
وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يَا أيُّـهَا النَّاسُ ارْبَعُوا عَلَـى أنْفُسِكُمْ، فَإِنَّكُمْ لا تَدْعُونَ أصَمَّ وَلا غَائِباً، إِنَّـهُ مَعَكُمْ إِنَّـهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ، تَبَارَكَ اسْمُهُ وَتعالى جَدُّه» .
ويختص اسم الله البصير بعدة خواص:
الأولى: أن البصير هو المبصر، والعالم بخفيات الأمور.
الثانية: أن البصير هو المبصر المتصف بالبصر لجميع الموجودات دون حاسة، أو آلة، فيعلم تعالى جميع المبصرات تمام العلم، وتنكشف له تمام الانكشاف والتجلي فهو يبصر خائنة الأعين وما تخفي الصدور، يشاهد ويرى، لا يغيب عنه ما في السماوات العلى، وما في الأرض، وما بينهما، وما تحت الثرى، وهو الحاضر الذي لا يغيب .
الثالثة: أن البصير هو الذي يشاهد ويرى، ولا تراه العيون، يعلم خائنة الأعين، وما تخفي الصدور .
انعكاسات وتجليات الاسم على حياة المسلم:
اعلم أخي المسلم أنه إذا ذكرت اسم الله تعالى البصير، وآمنت به حق الإيمان، فإنه يتحقق عدة فوائد:
الأولى: أن يتكون لدى المسلم رقابة داخلية نابعة من ضميره مرتبطة بالخوف والخشية من الله:
والخوف الشديد من الله تبارك وتعالى هو الذي يولد الخشية، وكثير من الناس لم يفهم معنى قوله تعالى انما يخشى الله من عباده العلماء الفهم الصحيح، فهي تعني أنه لا يخشى الله حق خشيته الا العلماء كونهم الأكثر علمًا ومعرفة بفهم آيات الله الكريمة وتأويلها، ولهذا كان خوف العلماء في أعلى الدرجات، وذلك لأن خوفهم مقرون بالخشية، وعلى قدر العلم والمعرفة تكون الخشية، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: إني لأعلمَكم بالله وأشدّكم له خشية وتمامًا كقوله عليه الصلاة والسلام لصحابته الكرام عندما دخل عليهم المسجد ورآهم يضحكون: لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلًا ولبكيتم كثيرًا، ولما تلذذتم بالنساء على الفرش، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله.
ويقول الامام أحمد رحمه الله عن هذه الاية الكريمة : هذا يدل على أن كل من كان بالله أعرف كان منه أخوف. والخوف: هو اضطراب القلب ووجله من تذكر عقاب الله وناره ووعيده الشديد لمن عصاه ، والخائف دائما يلجأ إلى الهرب مما يخافه إلا من يخاف من الله فإنه يهرب إليه.
الثانية: يدفع المؤمن إلى تهذيب نفسه:
وتهذيب النفس وتزكيتها أمر واجب على كل مسلم ومسلمة، وقد بعث الله سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم لتزكية النفوس كما قال سبحانه :{ لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ}، وبين سبحانه أن المفلح هو من يزكي نفسه كما قال عزوجل :{وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا . فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا . قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا . وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا} وتزكية النفس ليس أمرًا سهلًا، بل يحتاج إلى صبر ومصابرة ومجاهدة طويلة، ويمكن تحقيق هذا الهدف بأمور :
1 - أن تعلم أهمية تزكية النفس وتهذيبها، وأن المسلم لا يمكن أن يعيش مرتاح البال منشرح الصدر إلا بعد أن يزكي نفسه.
2 - أن تدعو الله بصدق أن يهديك ويشرح صدرك ويزكي نفسك، وأن يكون هذا الدعاء في أوقات الإجابة، ومن أهمها الثلث الأخير من الليل .
4 - أن تحسن الظن بربك بأنه سيوفقك للخير وتزكية نفسك وتهذيبها، فإن الله سبحانه - كما جاء في الحديث - مع ظن عبده: إن ظن خيرًا فله، وإن ظن شرًّا فله.
5 - أن تحافظ محافظة تامة على أذكار الصباح والمساء والنوم؛ فإنها سبب في حفظ الإنسان من العين والحسد والشيطان مما يعين على تهذيب النفس وتزكيتها .
6 - تجب المحافظة على الصلوات المفروضة - في المسجد للرجل، وفي أوقاتها للمرأة - مع الحرص على أدائها بشروطها وأركانها وواجباتها وسننها وخشوعها .
7 - الاهتمام الشديد ببر الوالدين والإحسان إليهما بجميع أنواع الإحسان، فإن هذا البر من أنفع الأمور لصلاح القلوب وتهذيب النفوس بسبب دعاء الوالدين المستجاب .
8 - مساعدة الفقراء والمحتاجين وتلمس حاجاتهم، وهذا العمل الجليل يسبب تزكية النفس وخلوها من أمراض الكبر والعجب بالنفس أو الاغترار بها.
9 - كثرة قراءة القرآن ومحاولة قراءتة بتمهل وتدبر، فهذه القراءة المتأنية تساعد على اطمئنان النفس وانشراح الصدر.
10 - الرضا التام بقضاء الله وقدره وعدم الاعتراض على القدر، وإن كان ظاهره شر؛ لأن الله سبحانه لا يخلق شرًّا محضًا، بل حتى الشر الذي نراه هو في حقيقته خير للمؤمن لما يترتب عليه من تكفير الذنوب وتمحيص المؤمن واختباره ثم رفعة درجته عند ربه إن احتسب الأجر والثواب.
الثالثة: به يتيقن للمسلم أنه مراقب دائمًا من الله عز وجل، فيفعل الطاعات، ويتجنب المعاصي والآثام :
قال – تعالى -: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُور}[غافر:19].
والاحسان أعلى مراتب الدين وهو «أنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأنَّكَ تَـرَاهُ، فَإنْ لَـمْ تَكُنْ تَـرَاهُ فَإنَّـهُ يَـرَاكَ» .
الرابعة: به يتمسك المسلم بالأعمال الصالحة، كبر الوالدين لقوله – تعالى -: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا}[الإسراء:23].
وعيادة المريض:
قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ عَادَ مَرِيضاً لَـمْ يَزَلْ فِي خُرْفَةِ الْـجَنَّةِ حَتَّى يَـرْجِعَ» .
وقال - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ أَتَى أَخَاهُ الْـمُسْلِـمَ عَائِداً مَشَى فِي خَرَافَةِ الْـجَنَّةِ حَتَّى يَـجْلِسَ، فَإِذَا جَلَسَ غَمَرَتْـهُ الرَّحْـمَةُ، فَإِنْ كَانَ غُدْوَةً صَلَّى عَلَيْـهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُـمْسِيَ، وَإِنْ كَانَ مَسَاءً صَلَّى عَلَيْـهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُصْبِحَ» .
- وعن علي - رضي الله عنه -، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يقول: « ما من مسلم يعود مسلمًا غدوة إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي، وإن عاده عشية إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح، وكان له خريف في الجنة » .
- عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: « حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس» .
- وعنه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: « إن الله - عز وجل - يقول يوم القيامة: يا ابن آدم، مرضت فلم تعدني ! قال: يا رب، كيف أعودك وأنت رب العالمين ؟! قال: أما علمت أن عبدي فلانًا مرض فلم تعده ! أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده ! يا ابن آدم، استطعمتك فلم تطعمني ! قال: يا رب، كيف أطعمك وأنت رب العالمين ؟! قال: أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه! أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي! يا ابن آدم، استسقيتك فلم تسقني ! قال: يا رب، كيف أسقيك وأنت رب العالمين ؟! قال: استسقاك عبدي فلان فلم تسقه! أما علمت أنك لو سقيته لوجدت ذلك عندي!» .

وعن أبي موسى - رضي الله عنه -، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «عودوا المريض، وأطعموا الجائع، وفكوا العاني »

تصفح أيضا

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض