مصيبة الوسواس القهري سرعة تطور المرض فيصبح
المريض متقوقعًا في غرفته وبليد الإحساس وبعيدًا عن دنيا الناس. مشكلة مريض
الوسواس القهري أنه عندما لا يستجيب للعلاج يبدأ المرض يتطور ويدخل في الاكتئاب
والرهاب الاجتماعي ويكلم نفسه ويصاب بالهلوسة والمانخوليا. هناك خلل ونقص بالمخ
وأوكار شيطانية داخل مخ الإنسان تسبب الوسوسة.
أخطر شيء عدم اعتراف مريض الوسواس القهري بمرضه
واتهامنا نحن بالمرض. من سلبيات الوسواس القهري أن المريض ليس عنده همة أو عزيمة
العلاج مما يزيد من حالات الانتحار في بلادنا.
البحوث الأجنبية تقول: إن كل دقيقة ينتحر تسعة
عشر فردًا فالحمد لله أن عصم بلادنا بالإسلام والإيمان. مهما صعبت الحياة فإن
الإنسان لن يختار أفضل مما اختاره الله تعالى له.
ليس كل الوسوسة من الشيطان، والذين جعلوا من
الشيطان شماعة لجميع مشاكلهم ومعاصيهم واهمون. أهم وأخطر شيء في الوسوسة الخواطر
التي تأتي من قلبك إلى نفسك.
اعتبر الشيطان ليس موجودًا وواجه عوامل الضعف
في نفسك من نفسك.
لو أن النفس قوية والاستعداد الذي في داخلنا
قوي ما استطاع الشيطان أن يوسوس لنا. الأخطر من الشيطان هو نفسك الأمارة بالسوء
التي بين جنبيك وهي أعدى أعدائك.
كلما علت همتك الإيمانية فإن الشيطان يتصاغر
أمامك ويكبر عندما تضعف. الوسوسة التي أساسها الشيطان هي الوساوس السمعية كأن
يعطيك أفكارًا زنانة أما الخواطر القلبية فإن الشيطان لا صلة له بها.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللهَ تَجَاوَزَ لأُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ
بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ يَتَكَلَّمُوا أَوْ يَعْمَلُوا بِهِ"[متفق عليه].
نفسك الخبيثة التي بداخلك التي كبرتها على
الطمع أخطر من الشيطان نفسه. دفع الشيطان والتغلب عليه أسهل ما يكون وذكر الله
تعالى في المكان يعدم تأثير الشيطان تمامًا.
الشيطان يبذل جهدًا كبيرًا مع المتدينين؛ لأنه
لو بقي المتدين متدينًا لكسر ظهر الشيطان فتأتي الوسوسة للمتدينين كبيرة جدًا.
المتدين ينبغي أن يعرف أن كل حياته عبارة عن محراب يعني في حالة حرب مع الشيطان،
فهل ترضى لك أن ينتصر عليك؟
الشيطان يستغل بعض الناس الذين يقطعون في
الصلاة وليس عندهم أذكار ولا أوراد فيستولي عليه الشيطان بسهولة. عندما يستولي
عليك الشيطان تحدث لك حالة من الضعف والاستكانة والاستسلام ولو أنك قاومته مرة لن
يستطيع أن يرفع رأسه ألف مرة.
السنة النبوية تعالج الوسوسة الخاصة بالخواطر
وبالشيطان عن طريق منع الاستجابة وإيقاف الأفكار. إذا نجحت في اختبارات الشيطان
الأول سيبتعد عنك، وإذا فشلت في الاختبار الأول سيواصل الشيطان الهدم النفسي لك.
قال النبي صلى الله عليه وسلم لمن تغلب عليه
الوسواس: "فَلْيَسْتَعِذْ بِاَللَّهِ وَلْيَنْتَهِ" [متفق عليه]. وقال
النبي صلى الله عليه وسلم لمن تغلب الشيطان وكثرت عند الوساوس والكوابيس:
"فَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْهُ، وَاتْفِلْ عَلَى يَسَارِكَ ثلاثا" [رواه
مسلم]. أساليب المقاومة تغلق على الشيطان خط الرجعة وتجعلك لا تنتبه إلى وسوسته.
السنة النبوية تعطينا حائط سد منيع، ومغاليق
نغلق بها تطور الوسواس.
بعض الناس يبالغ في التعامل مع الوسوسة إلى أن
يكتسب اسم مريض نفسي، دون أن يكون في حاجة إلى هذا! الأشياء التي تغريك وتغويك
وتجعلك في حالة وسوسة ينبغي أن تتخلص منها وهي قطع العلائق بكل ما هو دون الله تعالى.
يقول
ابن الجوزي رحمه الله تعالى في كتابه "صيد الخاطر": "رأيت أحد
الموسوسين يكبر تكبيرة الإحرام أربعين مرة، وعندما كبر التكبير الأخيرة ختم الإمام
الصلاة".
الإسلام
يغلق كل منافذ الوسوسة أكانت من الشيطان أم من النفس الأمارة بالسوء. نجد في السنة
النبوية متنفسًا كبيرًا لكل المشتاقين إلى العلاج والراغبين في الشفاء والظمآنين
إلى رحمة الله تعالى. كلمة "الله أكبر" هي أصعب مواجهة للشيطان؛ لأن
الشيطان عنده إحساس العظمة فهذه الكلمة تحدث له أزمة نفسية. ليس كل العلاج يأتي
بالشفاء، ولكن إذا كان العلاج من الله تعالى فلا بد أن يأتي بالشفاء.
أهم
نوع من أنواع الصبر هو الصبر على العبادة {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ
النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ
ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود: 114].