الغفار جل جلاله، هو الذي يغفر الذنوب جميعًا، مصدره المغفرة، والغفار هو الذي يستر القبيح
 وييستر في الدنيا ويستر في يوم القيامة، هو الستار لذنوب عباده، جل جلاله
 وهو الذي ينسي الملائكة الحفظة الذنوب التي فعلها المسلم، هو الذي ينسي معالم الأرض الذنوب التي جرت عليها.
{رب السماوات والأرض وما بينهما العزيز الغفار}.
{غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير}.
الله تعالى هو الغفار، وهو الغفور
 {وربك الغفور ذو الرحمة، لو يؤاخذهم بما كسبوا لعجل لهم العذاب، بل لهم موعدًا لن يجدوا من دونه موئلًا}.
والغفار ورد في القرآن الكريم في 5 مواضع ومنها {وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحًا ثم اهتدى}.
ومنها {رب السماوات والأرض وما بينهما العزيز الغفار}.
ومنها {خلق السماوات والأرض بالحق يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل، وخلق الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى، ألا هو العزيز الغفار}.
ومنها {تدعوني لأكفر بالله وأشرك به ما ليس له علم، وأنا أدعوكم إلى العزيز الغفار}.
ومنها {فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارًا، يرسل السماء عليكم مدرارًا، ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارًا}.
الغفار يغفر الذنوب لمن تاب إليه، الغفار
 هو الذي أظهر الجميل، وستر القبيح، والذنوب قبائح، يفعلها العبد فيعلمها الله ويسترها عليك في الدنيا ويسترها عليك يوم القيامة.
الغفار هو الذي بعفوه يمحو ذنوب العباد.
الغفار هو الذي يستر الذنوب عن العباد، وينسي العبد الذي فعل الذنب الذنب بعد أن تاب الله عليه.
{قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله، إن الله يغفر الذنوب جميعًا}.
أيها السادة الكرام الكمّل، كيف ينتفع المسلم باسم الغفار؟
أولًا لا يجاهر بالمعاصي، وإذا جاهر بالمعصية فقد حبط عمله
ورد في الصحيحين قوله صلى الله عليه وسلم: «قل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من الإجهار أن يعمل العبد بالليل عملًا ثم يصبح قد ستره ربه
فيقول: يا فلان قد عملت البارحة كذا وكذا كذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه.
الله جل جلاله يا سادة يا كرام، الغفار، يغفر لنا والعبد أن يعلم أن الله عز وجل جل جلاله، عندما يغفر الذنب، فإنه يستر على صاحب الذنب.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّ برجل يبيع طعامًا فسأله: كيف تبيع؟
فأخبره، فأوحي سيدنا صلى الله عليه وسلم، أن أدخل يدك فيه، فأدخل يده فيه فإذا هو مبلول
 فقال: ما هذا يا صاحب الطعام؟ فقال أصابته السماء يا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقال: ألا جعلته فوق الطعام حتى يراه الناس، من غشّ فلس منا، من غشّنا فليس منا.
والغفار جل جلاله جعل أبوابًا للمغفرة ومنها رمضان إلى رمضان، والجمعة إلى الجمعة، والصلوات الخمس، مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر.
ومنها أرأيتم لو أن نهرًا بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم 5 مرات، أيبقى من درنه شيء قالوا لا يا رسول الله، فقال: فذلك مثل الصلوات الخمس، يمحو الله بهن الخطايا.
ومنها قوله صلى الله عليه وسلم في موجبات المغفرة: «ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والورِق وخير لكم من أن تلقوا عدوكم وتضربوا أعناقهم ويضربوا وأعناقكم؟ قالوا: بلى، قال: ذكر الله عز وجل».
ومن تجليات اسم الغفور على حياة المسلم، أنه كلما فعل ذنبًا يستغفر
 {فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارًا}، {ومن يعمل سوءًا أو يظلم نفسه، ثم يستغفر الله يجد الله غفورًا رحيمًا}.
أيضًا إذا فعل ذنبًا مهما عظم الذنب يعلم أن رحمة الله أوسع، {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله، إن الله يغفر الذنوب جميعًا}.
ومنها سرعة التوبة إلى الله تعالى إذا وقعت في الذنب {ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابًا رحيمًا}.
ومنها {والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا نفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله، ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون}.
ومنها أيضًا أن المسلم إذا أذنب لا يبطأ في التوبة لأن الإنسان إذا أذنب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم نُكت في قلبه نكتة سوداء
ويظل يذنب وكلما أذنب نكت في قلبه نكتة سوداء، حتى يصير قلبه أسود مربادًا، كالكوز مجخيًّا لا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا، إلا ما أُشرب من هواه.
ومن تجليات هذا الاسم أن المسلم إذا أذنب اسود قلبه، فإذا تاب وحسنت توبته ثقل قلبه.
{رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء، ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب}.
{إن الله وملائكته يصلون على النبي، يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليمًا}