بسم الله الرحمن الرحيم
{فعلك
باخع نفسك على آثرهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا}
أيها الأبناء الاحباب، أيها المشاهدون
الكرام، كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصا جدا جدا على هداية العرب وهذه السورة
التي معنا سورة الكهف سورة مكية وكان النبي يذهب إليهم ويطرق عليهم بيوتهم راجيا
أن يدخلوا في الإسلام وأن يحبوا الله
ورسوله وكان النبي يحزن عندما يعرضون عنه ويبتعدون عنه.
الهداية القرآنية في هذا البرنامج معناها أن
النبي كان يبذل كل الجهد لكي يسلموا حتى عاتبه ربه
{يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في
الكفر إنهم لن يضروا الله شيئا}
والنبي كان حزينا على عدم إسلامهم، وظل مع
عمه أبي طالب عند وفاته يقول له يا عماه قل لا إله إلا الله والله تعالى أراد أن
يخفف المؤنة والمشقة على سيدنا
فقال له الله عز وجل{ يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم
تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس}
فلعلك باخع يعني حزين ومتحسر ومغتاظ أنهم لم
يسلموا رغم أن النور أمامهم رغم أن فتح الله أمامهم ولكنهم يبحثون عن الظلمات.
اسمع واستمتع:
{الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى
النور والذين كفروا أولياءهم الشيطان يخرجونهم من النور إلى الظلمات} لا إله إلا
الله {أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون}
ولم
يمل النبي من دعوتهم حتى أتى إليه أبا الوليد يساوم ويفاوض النبي ويغري النبي أن
يتخلى عن الرسالة وأنهم سيعطونه ومجدا ونساء وجمالا وكذا
لكن
النبي رفض وأخذ النبي يقرأ على أبا الوليد سورة فصلت لم يتحملها لشدة جمالها
وبلاغتها فوضع يده على فم سيدنا كي لا يستمع فقال كف عليك هذا
وخرج
من عند سيدنا فقال الكفار لقد خرج أبا الوليد بوجه غير الوجه الذي دخل به
فقال
نعم، لقد سمعت إلى قرآن محمد والله إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر
وإن أسفله لمغدق وإنه ليعلو ولا يعلى عليه وما هو بقول البشر.
مرة ثانية، هذا كلام كافر، والحق ما شهدت به
الأعداء، دي شهادة من كافر ولعله أسلم ولكنه لم يسلم
والله إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن
أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وإنه ليعلو ولا يعلى عليه وما هو بقول البشر.
وأخيرا أيها الأبناء الأحباب أيها المشاهدون
الكرام
كان
النبي صلى الله عليه وسلم كان حريصا جدا على هدايتهم ولو قدم لهم بعض التنازلات فعاتبه الله
ونزل
قول الله تعالى {ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئًا قليلا}