ظلم النصارى لأهل زنجبار
يتحدث فضيلة الدكتور عن هذا الظلم فيقول "وأما غير المسلمين فلا حرج أن يستبيحوا دماءنا، ولا حرج أن يقطعوا أوصالنا، ولا حرج أن يلقوا بالناس المسلمين في البحر، كما حدث في ولاية زنجبار، وولاية زنجبار كانت ولاية مسلمة كلها مسلمة، وأصولها مسلمة، ولما دخلها النصارى قتلوا من أهل زنجبار ملايين البشر كانوا يأخذونهم، ويقيدونهم بالمئات، والآلاف وكل يوم في الصباح يأتون بهم - انظروا أيها السادة - عند أطراف البحر الأحمر، وتأتي الناقلات العملاقة، وتُلقي بهم أحياء في البحر، هؤلاء ما جريمتهم في ولاية زنجبار؟!
إن المشاهد تحكي آلاما ومآسٍ كثيرة، وللعلم فإن الذين كتبوا عن زنجبار، وعن تعذيب المسلمين كان كاتبا أمريكيا، وعندما ظهر الكتاب أثار ضجة عظية جدا مزلزلة، ماذا فُعل بالمسلمين في هذه البلاد؟ فوجدوا أن اثنين مليون مسلم تمت إبادتهم في عام واحد بهذه الطريقة بإلقائهم في البحر أحياء، أو يقطعون أوصالهم، ويوم أن قرأت هذا الكتاب أو ليلة أن قرأت هذا الكتاب المترجم بكيت بكاء شديدا، وأحسست أننا ضعاف أننا لا قيمة لنا عند صانعي التاريخ؛ لأن تاريخنا واأسفاه يُكتب خارج ديارنا؛ لأن تاريخنا يصنعه غيرنا؛ لأن تاريخنا يُسَطَّر من خارج بلادنا.
لقد تكلمت - معشر السادة الكرام- عن مفاهيم عامة وعندي الكثير طبعا ولكن المنهج الأساسي الذي أُسطره الآن، وأركز عليه أن الإسلام لا يحب الوحشية ولا قتل الدماء ولا قتل الأبرياء ولا إباحة الدماء، ولا يبيح تعذيب المؤمنين ولا تعذيب غير المؤمنين أيضا كما أن الإسلام -يا سادة يا كرام- يحترم الطرف الآخر مهما كانت ديانته يهوديا كان أم نصرانيا، أو حتى لو كان شخصا كافرًا يعيش بيننا في بلادنا، في ديارنا، ويعلن أنه كافر بالله فإنه لا يجوز لك أن تقتله وهو كافر.
يقول تعالى: {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (117) وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ} [المؤمنون: 117، 118] ، انظروا إلى هذه الآية في خواتيم سورة المؤمنين بمعني أنَّ ربنا يقول لك لو أنَّ هناك شخصا كافرا وعنده حجة أو عنده برهان يقنعك أنه على ملة الكفر المقيم ومقتنع بكفره فاتركه على كفره، اتركوه على كفره، يقول تعالى: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} [البقرة: 256].