بسم الله الرحمن الرحيم
جدد قلبك
إطلالة جديدة مع درس جديد قلت لك أين قلبك الآن؟
هل قلبك أصبح قلبًا منيبًا
أصبح قلبًا خيثميًّا
اصبح قلبًا ضمضميًّا
أصبح قلبًا رباحيًّا
أصبح قلبًا رواحيًّا
أصبح قلبًا جندليًّا.
تلك المعاني اتلي جددتها معك وهل أصبح قلبك صديقيًّا هل أصبح عمريًّا هل أصبح راشديًّا هل أصبح مخمومًا هل أصبح مورودًا هل أصبح قلبك وقودًا، فقلت لي هذه معاني غريبة عليّ.
فقلت لك لأنها غريبة عليك كان لا بد أ، أصحبك في هذا البرنامج المجدد.
وهو جدد قلبك فقلت لي ألست أنت الذي أخذتنا في رمضان قبل الماضي فقلت لنا هيا بنا كي أجدد همتكم وقدمت لنا برنامجًا زلزل قلوبنا وأرعش أفئدتنا وهو جدد همتك؟ قلت لك نعم.
يبدو أنك عزيزي مفرفش معي، قلت لي نعم، ومركز معك ومصطحب لك، وأجلس أمام قنواتك 24 ساعة كي أصل إلى هذه المرتبة التي جئت كي تحدثنا عنها اليوم.
قلت لك وما أدراك بهذه المرتلة؟
قلت لي: لأنك في درس الأمس قلت سأحدثكم عن القلب الحالّ المرتحل، قلت لك فعلًا إنت مفرفش ومصحصح ومفنجل معك جيدًا. فهي بك كي أزيدك فرفشة وانتعاشًا وصحصحة وفنلجة.
بالفعل درس الأمس كان عنوانه القلب القرآني وتكلمنا وشرحنا وذكرنا أمثلة وحكايات.
القلب الحالّ المرتحل هو حال القراء في مكة قديمًا أيام حضرة النبي وبعد حضرة النبي، علم أهل مكة القدامى أن الحال المرتحل علموها من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، عندما سئل عن صاحب القرآن فقال: هو الحال المرتحل الذي يقرأ القرآن فيضرب في أوله حتى يبلغ آخره ويضرب في آخره حتى يبلغ أوله.
قلت لي نعم هذا كلام جميل، وقلت لك هذا أمر شرحه يطول ولكنني الليلة لست مشغول عنكم أنا معكم إلى الصباح..
القلب الحالّ المرتحل هو الذي يقرأ المصحف ما هي القراءة بالقلب، أنا حاليًا أتكلم بقلبي مش بلساني، اللسان عبارة عن جارحة، لكن الكلام طالع من هنا.
إن الكلام لفي الفؤاد، وإنما جعل الفؤاد على اللسان دليلًا.
كلام جميل، كلام عظيم.
لا بد أن أتكلم بقلبي، وإذا خرج الكلام من غير القلب فهو كالفقاقيع على وجه الماء لا قيمة لها، فإن تكلمت بقلبي، فنعم الكلام هو، وإن تكلمت بلساني فهذا كلام الغافلين.
ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا. الله، عن ذكرنا، يعني القلب يذكر، نعم، فإن محل الذكر القلب.
ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا، يعني القلب بيذكر؟ بيذكر.
هلم بنا معشر السادة الكرام، إلى هذا القلب الذاكر القارئ للقرآن العاشق لأسرار القرآن.
قلت لك القلب الحال المرتحل، هو الذي يقرأ القرآن الكريم فيضرب في أوله حتى يبلغ آخره ويضرب في آخره حتى يبلغ أوله.
قلت لي: ما هذا الجمال، قلت لك جملك الله وعطرك الله وطيبك الله وعلاك الله.
المصحف أمامك الآن بتقرأ خاتمة قرآنية رمضانية بتختم القرآن في رمضان 5 أو 6 مرات على الأقل يعني.
بتعمل كل مرة، بتقرأ الفاتحة، من أول الفاتحة إلى سورة الناس، الحمد لله ختمنا والله أكبر ولله الحمد، افرحوا يا أولاد، افرحوا يا ناس، رمضان هلّ هلاله، وأنا جبت المصحف وطلعت الجلابية البيضاء وكويت الطاقية وطلعت السبحة وبقيت رمضاني منور، إنت منور فعلًا، يا منور حتنور كام مرة في رمضان فقلتي هاختم 5 مرات، قلتله إن شاء الله ستُعان على هذا، هاتختم إزاي يا بطل؟ قلتلي يعني دي عايزة معرفة يا دكتور أحمد، الواحد بيختم الختمة بيقرأ من سورة الفاتحة، لسورة الناس، وفيه دعاء في آخر المصحف اسمه دعاء ختم القرآن وانتهينا على كدة، وبلّ الشربات.
قلت لك لأ: إنت هاتبل الشربات أي نعم لكن استنى شوية.
استنى ليه ده أنا ختمت المصحف حتى يزغرط يا سيادنا.
قلت له: وماله هدي أعصابك.
أتحب أن تكون الحالّ المرتحل.
قلت لي ما اعرفش والله.
فقلت لك: الحالّ المرتحل هو الذي لا يختم عند سورة الناس، لا، الحال المرتحل يأتي عند سورة الناس ويرجع تاني عند سورة الفاتحة، ويقرأ من سورة البقرة ربعًا أو ربعين أو ثلاثة ويبدأ ختمة جديدة من ربع البقرة وليس من سورة الفاتحة.
قلت آه ده كلام جديد، أنا أول مرة أسمع الكلام ده.
قلت له: لأ ده الكلام ده هو الصح، إن الخاتمة لا تختم بسورة الناس، ده إنت بتيجي عند سورة الناس وترجع تاني، ويبقى عندك همة، وهمتين، وثلاث همم، لكي تختم بهذه الطريقة، هذه الطريقة اسمها القلب الحال المرتحل، أو القارئ الحال المرتحل، أو المسلم الحال المرتحل، الذي لا يقف عزمه عند عزم، ولا همته عند همة، وإنما يصطاد الخواطر، القلب الصياد للخواطر الجميلة، القلب الذي يكتنز الخواطر الجميلة، القلب الذي لا ينشغل بالسفاسف وإنما حاله مع الله، فلو انشغل بالسفاسف ضاع، ولو انشغل بالناس ضيعه الناس، ولو انشغل برب الناس، ذكاه رب الناس، وحمد له الله سبحانه وتعالى، أنه يعيش هذه الحالة الإيمانية الجميلة اللذيذة، من لم يتنعم بالقرآن في الدنيا، لن يبلغ منزلة في الآخرة.
ولذا الدرس القادم إن شاء الله، إن طال بنا الزمان وجمعنا الرحمن، القلب صاحب المنازل. الله عناوين جميلة، ومحببة إلى قلوب الناس فعلًا، وعناوين تشدك شدًّا.
لن أنسى قلت لي: لن أنسى هذا الدرس الذي زلزني وغير مسيرة حياتي، فقلت له أي درس هذا، فقلت لي: الدرس السادس عشر، وكان عنوانه القلب المجاهد، لقد أتعبني كلامك وقواني بيانك، فأخذت نفسي لكي أجاهد وأجتهد وأرقى وأرقّي غيري معي، لأنه من السهل أن تصعد الجبل فعلًا، ومن السهل أن تعليّ الجبل معك، ولكن يبدو جليًّا أنه من الصعب، أن تحافظ على قمة الجبل، تستطيع أن تكون الأول ذات مرة، الأول في أي حاجة، ولكن هل تدوم عليك هذه النعمة الكبرى، هذا هو السؤال، النعمة الكبرى، مع هذا القلب الحال المرتحل، الذي يرحل مع القرآن حيث رحل، والذي يرتحل مع القرآن حيث ارتحل، والذي لا يجد راحته إلا في كتاب الله، وفي نور كتاب الله عز وجل، والذي يسعد ويسعد قلبه، ويسعد فؤاده، كلما قُرأ القرآن عليه ازداد إيمانًا ازداد نورًا، ازداد علمًا، {إنما المؤمنون الذين إذا ذُكر الله وجلت قلوبهم، وإذا تُليت عليهم آياته زادتهم إيمانًا، وعلى ربهم يتوكلون}.
أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم الكريم الحليم لي ولكم.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته