الولي

الولي

هو اسم من أسماء الله – تعالى – الحسنى، ومعناه أنه متولي أمور عباده وأوليائه بإحسانه وتوفيقه، فهو وليهم ومولاهم، وناصرهم، وراحمهم، والمعين لهم، وهو المتصرف لخلقه بما ينفعهم في دنياهم وآخرتهم .

وقد ورد اسم الله الولي في القرآن الكريم مرتين، وذلك في قوله – تعالى -: {أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِي المَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير}[الشورى:9].

وهو إخبار منه تعالى بأنه هو الولي الحق الذي لا تنبغي العبادة إلا له وحده، فإنه هو القادر على إحياء الموتى وهو على كل شيء قدير .

وقوله – تعالى -: {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيد}[الشورى:28].

ويتحدث الله – عز وجل- عن المشركين بأنهم ليس لهم ولي، ولا نصير يدفع عنهم العذاب، وأنهم غير معجزين الله في الأرض، وذلك قوله – تعالى -: {وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِير}[العنكبوت:22].

ويقول – تعالى – مخبرًا عن نفسه الكريمة أنه ما شاء كان ولا راد له، وما لم يشأ لم يكن، فلا موجد له، وأنه من هداه الله فلا مضل له، فهو وليه، ومن يضلل الله فلا هادي له، وأن الظالمين وهم المشركون بالله عندما رأوا العذاب يوم القيامة تمنوا الرجعة في الدنيا، ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه، وأنهم لكاذبون، وذلك قوله – تعالى -: {وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن وَلِيٍّ مِّن بَعْدِهِ وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِّن سَبِيل}[الشورى:44].

ويؤكد الله – تعالى – بأنه ولي المؤمنين وناصرهم، وأن الكافرين لا مولى لهم، وذلك قوله – تعالى -: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لاَ مَوْلَى لَهُم}[محمد:11].

وهذه بشرى للمؤمنين الذين أخلصوا العمل لله، وعملوا بطاعة الله – تعالى – على ما شرع الله لهم بقول الملائكة لهم عند الاحتضار: نحن كنا أولياءكم، أي: قرناءكم في الحياة الدنيا، نسددكم ونوفقكم، ونحفظكم بأمر الله، وكذلك نكون معكم في الآخرة نؤنس منكم الوحشة في القبور، وعند النفخة في الصور، ونؤمنكم يوم البعث والنشور، ونجاوز بكم الصراط المستقيم، ونوصلكم إلى جنات النعيم، ولكم في الجنة من جميع ما تختارون مما تشتهيه النفوس وتقر به العيون، ومهما طلبتم وجدتم، وحضر بين أيديكم كما اخترتم، وذلك قوله – تعالى -: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلاَئِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُون* نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُون} [فُصِّلَت: 30 - 31].

وانظر إلى الشق الآخر، إلى من يتخذ الشيطان وليًّا له، فقد خسر الدنيا والآخرة، وتلك خسارة لا جبر لها، ولا استدراك لتداركها، فإن مصيره إلى النار المؤبدة عليه، وذلك قوله – تعالى -: { اللّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا}[النساء:119].

ويدلنا الله الكريم على الطريق القويم الذي يجنبنا به شر الشيطان الرجيم، ويعصمنا به من كل سوء ؛ فيقول وقوله الحق: فَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاَكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِير}[الحج:78].

أي: داوموا على الصلاة وحافظوا عليها، وآتوا الزكاة، واعتصموا بالله ثقوا به، هو مولاكم، وناصركم ومتولي أموركم، وهو نعم المولى ونعم النصير .

يختص هذا الاسم بعدة خواص:

الأولى: أن الولي هو المتولي أمر عباده بالحفظ والتدبير، ينصر أولياءه، ويقهر أعداءه، يتخذه المؤمن وليًّا، فيتولاه بعنايته، ويحفظه برعايته، ويختصه برحمته .

الثانية: أن الولي هو الذي يحب أولياءه، وينصرهم على أنفسهم باجتناب المعاصي.

الثالثة: أن الولي هو الناصر للأنبياء، المحب للأولياء، الذي يتولى شئون العباد فأوصلهم إلى غاية المراد .

الرابعة: أن الولي هو المتكفل بأمور العباد كلها، الناصر لمن أطاعه ينصر أولياءه، ويقهو أعداءه .

تصفح أيضا

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض