الله

الله
هو الاسم المفرد، العلم، لذاته القدسية، وإليه تستند الأسماء كلها، الجامع لكل صفات الكمال والجلال والجمال، دال بمعناه على كل أصول التوحيد، نطقت به الفطرة، واستقر في ضمير الوجود كله .
اسم الله – سبحانه وتعالى – هو الجامع، ولهذا تضاف الأسماء الحسنى كلها إليه ؛ فيقال: الرحمن، الرحيم، العزيز، الغفار، القهار، الكريم، من أسماء الله، ولا يقال: الله من أسماء الرحمن، حيث قال – تعالى -: {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُون}[الأعراف:180].
ويختص هذه الاسم عن سائر الأسماء بمجموعة من الخواص تتمثل في:
1- أنه أول كل شيء فيبتدأ به .
2- أنه أعظم الأسماء على الإطلاق .
3- أنه أعم الأسماء وأشملها .
4- أنه لا ينحصر في مدلوله بل هو مطلق.
5- أنه لا يجرؤ أحد على التسمية به .
6- أنه شامل لأصول التوحيد .
7- أنه إذا ارتفع من الأرض قامت الساعة .
8- إذا حذفت الألف يبقى لله، {أَلاَ إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم}[النور:64]، وإذا حذفت الألف واللام يبقى له {إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِين}[النمل:91]. وإذا حذفت اللامان يبقى هو {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد}[الإخلاص:1].
9- أنه اختص بالقسم عن غيره من الأسماء .
10 – أنه أول مطلوب، وآخر مطلوب، حيث قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «أُمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأنَّ محمدًا رسول الله، ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام، وحسابهم على الله -تعالى» ( ).
وما ذُكِر هذا الاسم في قليل إلا كثره، ولا عند خوف إلا أزاله، ولا عند كرب إلا كشفه، ولا عندَ هَمٍّ وغَمٍّ إلا فَرَّجَه، ولا عند ضِيقٍ إلا وَسَّعه، ولا تعلَّقَ به ضعيف إلا أفاده القوة، ولا ذليل إلا أناله العِزَّ، ولا فقير إلا أصاره غنيا، ولا مُسْتَوْحِشٍ إلا آنسه، ولا مغلوب إلا أيده ونصره، ولا مضطر إلا كشف ضرَّه، ولا شريد إلا آواه .
فهو الاسم الذي تُكشَف به الكُربات، وتُسْتَنْزَل به البَرَكَات والدعوات، وتُقَالُ به العثرات، وتُسْتَدْفَع به السيئات، وتُسْتَجْلَب به الحسنات .
وهو الاسم الذي به قامت السموات والأرض، وبه أُنزلت الكتب، وبه أُرسلت الرسل، وبه شُرِّعت الشرائع، وبه قامت الحدود، وبه شُرِعَ الجهاد، وبه انقسمت الخليقة إلى السعداء والأشقياء، وبه حَقَّت الحاقة، ووقعت الواقعة، وبه وُضِعَت الموازين القسط، ونُصِب الصراط، وقام سوق الجنة والنار، وبه عُبِد ربُّ العالمين وحمد، وبِحَقِّه بُعِثَت الرسل، وعنه السُّؤال في القبر، ويوم البعث والنشور، وبه الخِصَام، وإليه المحاكمة، وفيه الموالاة والمعاداة، وبه سَعِدَ من عرفه وقام بحقه، وبه شَقِيَ من جهله وترك حقه .فهو سِرُّ الخلق والأمر، وبه قاما وثبتا، وإليه انتهيا، فالخلق والأمر به وإليه ولأجله . فما وُجِدَ خَلْقٌ ولا أَمْرٌ، ولا ثوابٌ ولا عقابٌ إلا مبتدأً منه منتهيا إليه . وذلك موجبه ومقتضاه.
فلا تشغل قلبك بغير ذكر الله.
وذكر المؤمن لله يحقق له ما يلي:
1 - أنه يطرد الشيطان ويقمعه ويكسره.
2- أنه يرضي الرحمن عز وجل.
3- أنه يزيل الهم والغم عن القلب.
4- أنه يجلب للقلب الفرح والسرور والبسط.
5- أنه يقوي القلب والبدن.
6- أنه ينور الوجه والقلب.
7- أنه يجلب الرزق.
8- أنه يكسو الذاكر المهابة والحلاوة والنضرة.
9-أنه يورثه المحبة التي هي روح الإسلام.
10- أنه يورثه المراقبة حتى يدخله في باب الإحسان.
11-أنه يورثه الإنابة، وهي الرجوع إلى الله عز وجل
12- أنه يورثه القرب منه.
13- أنه يفتح له بابا عظيما من أبواب المعرفة.
14- أنه يورثه الهيبة لربه عز وجل وإجلاله.
15- أنه يورثه ذكر الله تعالى له، كما قال تعالى: { فاذكروني أذكركم} [البقرة:115].
16- أنه يورث حياة القلب.
17- أنه قوت القلب والروح.
18- أنه يورث جلاء القلب من صدئه.
19- أنه يحط الخطايا ويذهبها، فإنه من أعظم الحسنات، والحسنات يذهبن السيئات.
20- أنه يزيل الوحشة بين العبد وبين ربه تبارك وتعالى.
21- أن ما يذكر به العبد ربه عز وجل من جلاله وتسبيحه وتحميده، يذكر بصاحبه عند الشدة.
22- أن العبد إذا تعرف إلى الله تعالى بذكره في الرخاء عرفه في الشدة.
23- أنه منجاة من عذاب الله تعالى.
24- أنه سبب نزول السكينة، وغشيان الرحمة، وحفوف الملائكة بالذاكر.
25- أنه سبب إشتغال اللسان عن الغيبة، والنميمة، والكذب، والفحش، والباطل.
26- أن مجالس الذكر مجالس الملائكة، ومجالس اللغو والغفلة مجالس الشياطين.
27- أنه يؤمن العبد من الحسرة يوم القيامة.
28- أن الاشتغال به سبب لعطاء الله للذاكر أفضل ما يعطي السائلين.
29- أنه أيسر العبادات، وهو من أجلها وأفضلها.
30- أن العطاء والفضل الذي رتب عليه لم يرتب علئ غيره من الأعمال.
31 - أن دوام ذكر الرب تبارك وتعالى يوجب الأمان من نسيانه الذي هو سبب شقاء العبد في معاشه ومعاده.
32 - أنه ليس في الأعمال شيء يعم الأوقات والأحوال مثله.
33 - أن الذكر نور للذاكر في الدنيا، ونور له في قبره، ونور له في معاده، يسعى بين يديه على الصراط.

تصفح أيضا

الوكيل

الوكيل

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض