هو اسم من أسماء الله – تعالى – الحسنى، ومعناه ذو العظمة والهيبة، والجلال والمجد والكبرياء، وكل ما سواه فناء وعدم، وهو المتعالي بعظمته على كل عظيم، فلا يعجزه شيء، ولا يمكن أن يعصى كرهًا، أو يخالف أمره قهرًا ؛ فهو العظيم حقًّا وصدقًا المستحق لصفات العلو والمجد، ورفعة القدر؛ لا يحيط العقل بكنه ذاته، ولا بصفاته، لا يحيط به بصر، ولا بصيرة، وهو أعظم من كل عظيم في علمه وقدرته، وقهره، وسلطانه، ونفاذ حكمه ليس لعظمته بداية، ولا لكنه جلاله نهاية .
اسم الله العظيم ورد في القرآن والسنة مطلقا معرفا مرادا به العلمية ودالا على كمال الوصفية، وقد ورد منفردا ومقترنا باسم الله العلي، قال تعالى: { إِنَّهُ كَانَ لا يُؤْمِنُ بِاللهِ العَظِيمِ} [الحاقة:33]، وورد في ثلاثة مواضع الأمر بالتسبيح به خاصة وبنص واحد في قوله تعالى: { فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ العَظِيمِ} موضعان في سورة الواقعة والثالث في سورة الحاقة ، أما اقترانه باسمه العلي فقد ورد في موضعين كما تقدم .
وقد ورد الاسم في السنة في كثير من المواضع منها ما ورد عند البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي – صلى الله عليه وسلم - قال: «كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي المِيزَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ، سُبْحَانَ اللهِ العَظِيمِ سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ» .
وفي سنن أبي داود وصححه الألباني من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا دخل المسجد قال: ((أَعُوذُ بِاللهِ العَظِيمِ وَبِوَجْهِهِ الكَرِيمِ وَسُلطَانِهِ القَدِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ)) .
اسم الله العظيم يدل على ذات الله وعلى صفة العظمة بدلالة المطابقة، وعلى أحدهما بالتضمن، وعند البخاري من حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا فَيُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُل يُسْمَعْ وَسَل تُعْطَهْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ ائْذَنْ لي فِيمَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله، فَيَقُولُ: وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لأُخْرِجَنَّ مِنْهَا مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله )) .
وعند أبي داود وصححه الألباني من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « قَالَ الله تعالى: الكِبْرِيَاءُ رِدَائِي، وَالعَظَمَةُ إِزَارِي، فَمَنْ نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا قَذَفْتُهُ في النَّارِ » .
وقد ورد وصف العظمة أيضا عند أبي داود وصححه الشيخ الألباني من حديث عوف بن مالك رضي الله عنه أنه قال: « ثُمَّ رَكَعَ صلى الله عليه وسلم بِقَدْرِ قِيَامِهِ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ: سُبْحَانَ ذِي الجَبَرُوتِ وَالمَلَكُوتِ وَالكِبْرِيَاءِ وَالعَظَمَةِ » .
أما دلالة الاسم على وصف الفعل المتعلق بالمشيئة فكما ورد في قوله تعالى: { ذَلِكَ أَمْرُ الله أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَنْ يَتَّقِ الله يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً} [الطلاق:5]، وفي المسند وصححه الألباني من حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُعَظمَ الله رِزْقَهُ، وَأَنْ يَمُدَّ فِي أَجَلِهِ؛ فَليَصِل رَحِمَهُ » .
واسم الله العظيم يدل باللزوم على الحياة والقيومية والسيادة والصمدية والعزة والأحدية وانتفاء الشبيه والمثلية، وكذلك يدل على السمع والبصر والعلم والحكمة والمشيئة والقدرة، وغير ذلك من صفات الكمال، والاسم دل على صفة من صفات الذات والأفعال .
ويختص هذا الاسم بعدة خواص:
الأولى: أن العظيم هو العظيم بوجوب وجوده، والعظيم في قهره وسلطانه، والعظيم بتنزهه عن صفات خلقه .
الثانية: أن العظيم هو الذي لا تكون عظمته بتعظيم الأغيار، وجل قدره عن الحد والمقدار.
الثالثة: أن العظيم هو ذو العظمة والجلال، ليس لعظمته بداية، وجاوز قدره وجل عن حدود العقول.