التبرك بآثار النبِيِّ صلى الله عليه وعلي آله وصحبه

الرئيسية المقالات مقالات دينية

التبرك بآثار النبِيِّ صلى الله عليه وعلي آله وصحبه


التبرك بآثار النبِيِّ صلى الله عليه وعلي آله وصحبه
الحمد لله رب العالمين، يهدي العباد إلى أبواب الرشاد، ويفتح لهم نوافذ رحمته حتى يدخلوا في أبواب محبته، ويَرتقِي بهم من رِقِّ العبودية للبشر إلي جمال العبودية له سبحانه رب العباد، اللهم لك الحمد أن أولَيْتَنا نِعمَتَك، وأجلَستنا في رياض جنتك، نتدارَسُ هَديَ نبِيِّكَ، ونغترِفُ من أخلاقِه وشمائلِه، والصلاةُ والسلامُ على خير الطيبين وإمام الخلق أجمعين، وعلى آله وصحبه الكرام، وبعدُ.
الدرس السابع "التبرك بآثار النبِيِّ صلى الله عليه وعلي آله وصحبه" في سلسلة المعايشة النبوية، بدايةً استطاع الإسلام تقديم نموذجٍ فريدٍ للعالَم في جمال الحضارة الإسلامية التي تَركت آثارها خاصةً في دول شرق آسيا، والإسلام لا زال موجودًا بحضارته في الهند بالذات، وفي باكستان وفي أفغانستان مِن مساجدَ تُراثِيَّةٍ بُنِيَتْ في القَرنِ الأول الهِجريِّ علي غِرار مسجِدِ عمرو بن العاص في مِصْرَ المحروسةِ الذي أقامَهُ أميرُ مِصرَ اَيَّامَها "عمرو بن العاص" أول أمير عربي يدخل مصرَ فاتِحًا.
ولأن نور الإسلام موصول، لا يغيبُ ولا يَبِيدُ ولا يَخْفُتُ، فإن بركة النبي صلى الله عليه وسلم موصولةٌ بالأزمان، فمثلًا كان الصحابةُ يتطَيَّبون بعرق النبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ عن أنسٍ رضي الله عنه قال: " دخَلَ علينا النبِيُّ صلى الله عليه وسلم فقال ــــ من القَيْلولة أي: نام قليلًا ـــــــ فعَرقَ صلى الله عليه وسلم أي: نزل منه العَرَقُ، وجاءتْ أمِّي بقارورةٍ ــــــــ أُمُّ أَنَس رضي الله عنهما ـــــــ فجَعَلتْ تأخُذُ العرقَ (تَسْلتُ العرقَ أو تَسحبُه) فاستيقَظَ النبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فقال:" يا أُمَّ سُلَيْم، ما هذا الذي تصنعين؟ فقالتْ: هذا عَرَقُكَ (كانت تأخُذُ عرقَه وتجعله في قارورة أي: زجاجة) فقالت: هذا عرقُكَ، نجعلُه لِطِيبِنا (نتطيَّبُ به كالعِطر) وهو أَطيَبُ الطِّيبِ " الحديث في صحيح الإمام مسلم، في كتاب الفضائل في باب طِيبِ عرق النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
وعن أنس رضي الله عنه أن (أُمّه) أُمَّ سُلَيمٍ رضي الله عنها كانت تَبسُطُ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم نِطعًا(مَفرَشًا).
عَنْ أَنَسٍ: «أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ كَانَتْ تَبْسُطُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِطَعًا، فَيَقِيلُ عِنْدَهَا عَلَى ذَلِكَ النِّطَعِ» قَالَ: «فَإِذَا نَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَتْ مِنْ عَرَقِهِ وَشَعَرِهِ، فَجَمَعَتْهُ فِي قَارُورَةٍ، ثُمَّ جَمَعَتْهُ فِي سُكٍّ» قَالَ: فَلَمَّا حَضَرَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ الوَفَاةُ، أَوْصَى إِلَيَّ أَنْ يُجْعَلَ فِي حَنُوطِهِ مِنْ ذَلِكَ السُّكِّ، قَالَ: فَجُعِلَ فِي حَنُوطِهِ))
وكان الصحابةُ رضي الله عنهم يستعملون ماء وضوء النبي صلى الله علبيه وسلم أو شرابه (للبركة).
وإن عُروةَ بنَ مسعود الثقفِيّ جعل يَرمُقُ أصحابَ النبِيِّ صلى الله عليه وسلم بعينيه رضي الله عنهم؛ فجَعَلَ يَرْمُقُ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَيْنَيْهِ، قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا تَنَخَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُخَامَةً إِلَّا وَقَعَتْ فِي كَفِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ، فَدَلَكَ بِهَا وَجْهَهُ وَجِلْدَهُ، وَإِذَا أَمَرَهُمْ ابْتَدَرُوا أَمْرَهُ، وَإِذَا تَوَضَّأَ كَادُوا يَقْتَتِلُونَ عَلَى وَضُوئِهِ، وَإِذَا تَكَلَّمَ خَفَضُوا أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَهُ، وَمَا يُحِدُّونَ إِلَيْهِ النَّظَرَ تَعْظِيمًا لَهُ، فَرَجَعَ عُرْوَةُ إِلَى أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: أَيْ قَوْمِ، وَاللَّهِ لَقَدْ وَفَدْتُ عَلَى المُلُوكِ، وَوَفَدْتُ عَلَى قَيْصَرَ، وَكِسْرَى، وَالنَّجَاشِيِّ، وَاللَّهِ إِنْ رَأَيْتُ مَلِكًا قَطُّ يُعَظِّمُهُ أَصْحَابُهُ مَا يُعَظِّمُ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحَمَّدًا، وَاللَّهِ إِنْ تَنَخَّمَ نُخَامَةً إِلَّا وَقَعَتْ فِي كَفِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ، فَدَلَكَ بِهَا وَجْهَهُ وَجِلْدَهُ، وَإِذَا أَمَرَهُمْ ابْتَدَرُوا أَمْرَهُ، وَإِذَا تَوَضَّأَ كَادُوا يَقْتَتِلُونَ عَلَى وَضُوئِهِ، وَإِذَا تَكَلَّمَ خَفَضُوا أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَهُ، وَمَا يُحِدُّونَ إِلَيْهِ النَّظَرَ تَعْظِيمًا لَهُ)).
كما أنَّ شَعرَ النبِيِّ صلى الله عليه وسلم إذا وقعَ فإن الصحابةَ رضي الله عنهم إذا حلَقَهُ يأخُذونه بركةً.
عن أنس رضي الله عنه قال: رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم والحلاقُ يحلقُه وأطافَ به أصحابَه فما يريدون أن تقع شعرةٌ إلا في يدِ رجلٍ منهم رضي الله عنهم (أي إن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يحتفون بشَعر النبِيّ صلى الله عليه وسلم) وكان إذا أصابَ أحدَهم عينٌ أو شيءٌ بعثوا إلى المريضِ من شعرِه صلى الله عليه وسلم.
وعن ابن سيرين قال: قلتُ لِعُبَيدةَ (ابن عمرو السّلَمِيّ، أحد كبار التابعين رضي الله عنهم) عِندنا من شَعر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصبناه من قِبَلِ أنسٍ رضي الله عنه، (أي: أنس بن مالك) فقال: لَأن تكون عندي شَعرةٌ منه أَحَبُّ إليَّ من الدنيا وما فيه
وعن أنسٍ رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لَمَّا حَلَقَ شَعرَه صلى الله عليه وسلم (يعني أثناءَ الحَجِّ) كان أبو طلحةَ رضي الله عنه أول من أخذ من شَعره صلى الله عليه وسلم. أخرجَه البخارِيُّ رضي الله عنه في كتاب: الوضوء.

تصفح أيضا

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض