بسم الله الرحمن الرحيم
حديث معاوية رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم، ولا من خالفهم، حتى يأتيهم أمر الله وهم على ذلك»
أخرجه الإمام البخاري في باب قوله صلى الله عليه وسلم: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون».
أولًا الراوي الأعلى؛ معاوية بن أبي سفيان، الذي أسلم في العام الثامن، الحديث فيه ملحوظة، الراوي الأعلى معاوية يقول: سمعتُ، وسمعت يعني منتهى المصداقية
لم يقل قال رسول الله، لا، بل قال: سمعت، السماع أعلى درجات المصداقية، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله
أمة قائمة يعني مؤيدة، يعني منصورة، يعني مرفوعة، يعني على الحق، يعني على الصواب، هذه الأمة المحفوظة، لا يضرهم من خذلهم دائمًا بنضرب المثال بأهلنا في بيت المقدس وفي غزة
هؤلاء يجاهدون عدوًا ضروسًا، اسمه إسرائيل، وهم صامدون، ويحاربون دولة عبرية العالم كله يساعدها، ورغم هذا نحن العرب خذلناهم، ده معنى إيه؟ لا يضرهم من خذلهم، نحن العرب خذلناهم
ما معنى خذلناهم ؟ كنا زمان نقف مع فلسطين، وفلسطين هي القلب وهي الروح وهي الدم
الآن يستشهد في فلسطين في اليوم الواحد أكثر من 50 شهيدًا ولا دولة عربية تعزي أو تنعي أو تشجب، أو حتى تسحب سفيرها، من إسرائيل، ما حصلش.
وهذا الكلام ينطبق تمامًا على المجاهدين في أرض بيت المقدس وفي غزة الذين لن يستسلموا لإسرائيل الباطشة، ولن يرفعوا الراية البيضاء.
الخذلان يأتي منا، طبعًا خذلناهم ليه؟ لأن نصرتهم واجبة علينا، إخوتنا في الإسلام، إخوتنا في العروبة، إخوتنا في الأرض، إخوتنا في الكرامة، إخوتنا في العرض، وهم مستضعفون محتلون، ورغم هذا
لا نبالي بما يجري عليهم، وتركنا إسرائيل تفعل بهم ما تشاء، ونحن يعني البلاد العربية، معظمها الآن أقام علاقات سياسية مع إسرائيل، كأن الأمر أصبح طبيعيًّا