الاستغفار سفينة النجاة في بحر الإعسار

الرئيسية المقالات مقالات دينية

الاستغفار سفينة النجاة في بحر الإعسار

الاستغفار سفينة النجاة في بحر الإعسار

الذنوب داء، والاستغفار دواء، والهموم ظلمات، والاستغفار أنوار وبركات، والغفلة تولد وحشة في القلب، والاستغفار يثمر الأنس والقرب والحب، فعلام تغفل عن دوائك، ولا ترى نجاتك، فالاستغفار هو دواؤك الناجح وعلاجك الناجح من الذنوب والخطايا.

يا من عدا ثم اعتدى ثم اقترف

 

 ثم ارعوى ثم انتهى ثم اعترف


 

أبشر بقول الله في تنزيله
            

 

إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف



 

شَكَا رَجُل إلى الْحَسَن البصري الْجُدُوبة فقال له: اسْتَغْفِر الله، وشكا آخر إليه الفَقر، فقال له: اسْتَغْفِر الله، وقال له آخر: ادْع الله أن يَرزقني وَلدا، فقال له اسْتَغْفر الله، وشَكا إليه آخر جَفاف بُستانه، فقال له: اسْتَغْفِر الله.

ووَفد الحسن بن علي رضي الله عنهما على معاوية رضي الله عنه، فلما خَرَج تَبِعَه بَعض حُجّابه، فقال: إني رجل ذو مَال، ولا يُولَد لي، فَعَلِّمْني شيئا لعل الله يَرزقني وَلدا، فقال: عليك بالاستغفار، فكان يُكْثِر الاستغفار حتى ربما استغفر في يوم واحد سبعمائة مرة، فَوُلِد له عشرة بَنين.

وروي أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه صعد المنبر يومًا ليستسقي، فلم يزد على الاستغفار وقراءة الآيات في الاستغفار، ثم قال: لقد طلبت الغيث بمخارج السماء التي يستنزل بها المطر.

وروي عن السري بن مغلس السقطي أن لصًّا دخل بيت مالك بن دينار فما وجد شيئًا فجاء ليخرج فناداه مالك: سلام عليكم، فقال: وعليك السلام، قال: ما حصل لكم شيء من الدنيا أفترغب في شيء من الآخرة - قال: نعم، قال: توضأ من هذا المركن وصل ركعتين، واستغفر الله ففعل ثم قال: يا سيدي أجلس إلى الصبح، قال: فلما خرج مالك إلى المسجد قال أصحابه: من هذا معك، قال جاء يسرقنا فسرقناه، [تاريخ الإسلام للذهبي 2/144].

أما في واقعنا المعاصر فيروي أحد الناس هذه القصة فيقول: كانت هناك امرأة من أخواتنا، سجن زوجها لسبب ما - وهم من الفضلاء - ورزق الله هذه المرأة الفاضلة ببنت صغيرة وزوجها في السجن، ومرضت البنت في ليلة من الليالي، ارتفعت حرارتها ارتفاعًا كبيرًا، حتى انتظرت الأم موت ابنتها، تقول: والله وأنا لا أملك إلا أن أبكي، وأرفع أكف الضراعة إلى الله، فأنا لا أملك لابنتي ثمن الدواء، فأنا أشهد الله لقد كنا نبيت بغير عشاء، تقول: جلست إلى جوارها لأضع لها الماء البارد على جبينها، وأنا أبكي وأتضرع إلى الله، وأكثر من الاستغفار وفي الساعة الثانية ليلًا سمعت الباب يدق، تقول: ففتحت الباب، فرأيت طبيبًا يحمل حقيبته ويقول: السلام عليكم، قلت: وعليكم السلام، فقال: أين البنت المريضة؟ تقول: فارتجف جفني، وقلت: تفضل موجودة يا دكتور، فدخل الطبيب وكشف على البنت وكتب الدواء وخرج، فوقف خارج الباب ثم قال: أسرعي يا أخت قالت: ماذا تريد يا دكتور؟ قال: قيمة الكشف، قالت: والله لا أملك، قال: عيب عليك، تتصلي علي الساعة الثانية ليلًا وأجيء وأكشف على البنت ثم تقولين: لا أملك شيئًا، قالت: والله ما اتصلت، وليس عندي تلفون، قال: أليس هذا بيت فلان، قالت: لا، بل هو البيت الذي بجوارنا، فبكى الطبيب وقال: ما حكايتك؟ وما قصتك؟ فوالله ما أخرجني الله إلا لك، فبكت المرأة وقصت عليه القصة، فبكى الطبيب، وعاد مسرعًا، فأحضر الدواء وأحضر العشاء، وجعل لهذه المرأة راتبًا شهريًا حتى خرج زوجها.


تصفح أيضا

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض