الأحداث في ميزان السنة النبوية (110) الأعداء الخمسة

الرئيسية المقالات مقالات دينية

الأحداث في ميزان السنة النبوية (110) الأعداء الخمسة

 

الأحداث في ميزان السنة النبوية (110)

الأعداء الخمسة

فضيلة الأستاذ الدكتور/ أحمد عبده عوض

الداعية والمفكر الإسلامي

 

بسم الله الرحمن الرحيم

البرنامج يأخذ أخبارا ومقالات وتحقيقات ويعقب عليها من منظور الشريعة الإسلامية  وهذا المقال يتكلم عن الأعداء الخمسة لكل الأوطان خاصة البلاد الفقيرة مثل بلادنا الحبيبة

والأعداء الخمسة: الفقر والجهل والظلم والمرض والفوضى

أعداء الوطن وأعداء التقدم ثلاثة: الفقر والجهل والمرض وأضاف إليها الكاتب الظلم والفوضى

الفقر عدو للإنسان لأنه يجعله مضغوطا مكروها قد يفعل المعاصي لأجل لقمة العيش وقد يتحول إلى سارق أو مختلس أو قاتل لأجل المال

كم من قتلى قتلوا لأجل المال فلم يجد القاتل معهم المال الذي كان يتمنى

حكى لي والدي رحمه الله  تعالى: كان هناك سوق كبير في بلد بجوارنا تسمى سيدي غازي والسوق يوم الثلاثاء من كل أسبوع لكنه يعمر يوم الإثنين ليلا

كان هذا السوق ولا زال يخدم المنطقة كلها

منذ مائة سنة جاء أحد اللصوص لرجل يجهز نفسه للسوق غدا فدخل عليه متصورا أن الدرج مليء بالفلوس فذبحه من الخلف كما تذبح النعاج ثم فتح الدرج فلم يجد سوى خمسة قروش يعني قتل نفسا لأجل خمسة قروش

وقبل عشرين سنة حضر إلى الأهالي في قرية المرابعين لكي أحكم في قضية قتل وقضية القتل عبارة عن طالبين في المدرسة الثانوية الصناعية تشاجرا عند محطة المرابعين لأجل ربع جنيها

بعدما قتله لم يجد معه شيئا وتصور أنه يمنع المال عنه فأخرج المطواة وفجر بطنه ومات في الحال والدماء غطت الأسفلت

يدفع الناس إلى ارتكاب المعاصي والفواحش ويذهب إلى المحكمة حالفا اليمين ويشهد زورا لأجل خمسة جنيهات

قيل عن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه إنه قال: لو كان الفقر رجلا لقتلته

والإسلام أقوى دين على وجه الأرض عالج موضوع الفقر كما أن التشريعات الإسلامية كلها تعالج ما يسمى بالفقر  ولعل من طموحاتي عمل بنك للفقراء إن طال بي الزمان

بنك الفقراء لو أقيم في مصر وانتقل إلى كل البلاد العربية ما بقي في العالم العربي فقير واحدا وأريد الدعم من كل الدول بموظفين وسأعطيهم رواتب ونشيد بنك الفقراء وفي خلال سنتين لن يبقى في العالم العربي فقير واحدا

الفقر اختفى أيام الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه

ما بقي فقير في الدولة الإسلام كلها أيام الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه والخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه عمل تشريعات للقضاء على الفقر

الناس كانوا يخرجون بأموالهم يدورون بها على البيوت فيعودون إلى بيوتهم بأموالهم فلم يجدوا فقيرا

أتمنى عمل بنك الفقراء وسيتحول هذا البنك إلى وزارة كبيرة قادرة على التغلب على كل المشاكل الاقتصادية في بلادنا وكل هذا إذا قدر لي أن أنفذ هذا المشروع الجبار العملاق سيقضى على الفقر والجوع

المرض شيء خطير جدا خاصة في البلاد الفقيرة  والبلاد الفقيرة تحتاج إلى أطباء عندهم رحمة وهم قليلون  ومن النادر أن ترى طبيبا رحيما بالناس في عيادته أو في عملياته الجراحية

لا زلت أطبق هذا النظام عندنا في المجمع الطبي الخيري

المرض يحتاج رحمة ودواء وعلاجا مجانيا وعمليات جراحية مجانية وعنايات مركزة تستجيب للفقراء ووحدات غسيل الكلى تعالج مجانا

الكلام الذي أقوله قد يبدو مثاليا والواقع بخلاف هذا

المرض عدو لأن المريض إذا اشتد عليه المرض ولم يطرق أحد بابه فإنه يلعن المجتمع ويسخط وقد يكفر بالله تعالى

الجمعيات الخيرية ولجان الزكاة التي تقوم بعمل علاج للفقراء المرضى وإمدادهم شهريا بالعلاجات كما أفعل أنا

هذا مانع للمرضى من الحقد والحسد ومن الوقوع في الحرام وسوء الظن بالناس وبالدولة وسوء الظن بالله تعالى  وكل مريض فقير وجب إعانته وإغاثته شرعا فالذين يغسلون الكلى عندنا في المجمع الطبي الخيري نساعدهم لأنهم لا يعملون

المرض له فواتيره من يدفعها؟ الكل يدفعها

المرض عندما يشتد على إنسان كبير في السن وعاجز ولم يطرق أحد بابه فيجتمع عليه الفقر مع المرض مع الجوع

عندما يطرق أحد الخيرين الباب على المريض ويعطيه علاجا فكأنه يعطيه قطعة من الجنة  والدواء لا يصبر عليه بالنسبة للمريض الفقير جدا

معظم الحالات التي نرعاها اجتمع فيها الفقر مع المرض

المرض عدو عندما نترك المرضى يواجهون مصيرهم وحدهم

ما الذي ألجأ رجلا عنده ثمانون أن يقف في الشارع لا لكي يشحت الطعام ولكن لكي يشحت الدواء؟

أكيد نحن مقصرون في حق هؤلاء الذين كواهم الكرب واشتد المرض عليهم وتمكن المرض من أوصالهم

الجهل عدو قديم ولا أقصد به عدم فك الخط أو الأمية  والجهل معناه التغاضي عن الحق رغم معرفتك به وعندما تعرف الحق وتغمض عينيك عنه فانت أجهل الجاهلين

قديما التعليم كان مجانا في بلادنا أما الآن الظاهر أنه مجاني ولم نستطع أن نغلق منافذ الجهل لأنك رأيت أما العام الماضي كان عندها أربعة أولاد فلم تقدر على الإنفاق عليهم فعلمت إثنتين وتركت إثنتين

الفقر قد يؤدي إلى الجهل أو ما يسمى تربويا بالتسرب من الدراسة

عدم استقامة الحياة الأسرية (كثرة الطلاق)

الأب أصبح في مكان والأم في مكان وليس معها من ينفق عليها كي تعيش ولا أن تأكل خبزا حافا ويبقى الأولاد محرومين من الدراسة ويتغلب الجهل عليهم

كل هذه الموضوعات لها علاجات والشريعة الإسلامية عالجت الفقر والمرض والجوع وعالجت الأزمة الخطيرة (أزمة الجهل)

ترى الطفل يتهرب من الدراسة ويعمل في الورش ويصبح "الأسطى بلية" والذي جعله الأسطى بلية أن ينفق على أمه المريضة وأخته المطلقة والظروف اضطرته إلى هذا وأصبح مكان الأب وتسرب من المدرسة وهيهات أن يعود إليها مرة ثانية

الجهل يزداد كلما زودنا في المصروفات المدرسية على التلاميذ والطلاب والجهل يزداد عندما ترى المستلزمات المدرسية لا يقتل ثمنها عن ألف جنيها للطالب

إذا كان الأب عنده أربعة أولاد لكي يلبسهم يحتاج على الأقل إلى أربعة آلاف جنيها وهيهات

عندنا أعداء ثلاثة للوطن والحياة: المرض والفقر والجهل

هذه الثلاثة تكلمنا عنها وبقي عدوان خطيران وهما الظلم والفوضى

الظلم عدو يؤدي بالناس إلى الانحراف

العدل أساس الملك والظلم أساس الفوضى

الظلم طريق إلى الفوضى

الفوضى لا يمكن أن تنشأ في مجتمع عادل

الفوضى دليل على عدم وجود العدل

العدل أساس الملك

موضوع اليوم جميل ومؤثر وهو الأعداء الخمسة للأوطان وتكلمت عن ثلاثة وبقي عدوان وهما الظلم والفوضى

  

تصفح أيضا

الرحمن

الرحمن

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض