(ملاحدة يعتقدون بتناقض الخلق) - (الجزء الثاني)

الرئيسية المقالات مقالات دينية

(ملاحدة يعتقدون بتناقض الخلق) - (الجزء الثاني)

(ملاحدة يعتقدون بتناقض الخلق)  - (الجزء الثاني)

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، لا عزّ إلا في طاعتك ولا نعيم إلا في رضاك، ولا سعادة إلا في التذلل بين يدي عظمتك، والصلاة والسلام على أسعد الأنام من نشر السلام والوئام في جنبات الأرض كلها، وعلى آله وصحبه الغرّ الميامين.

أهلا بك -يا عزيزي الملحد- فقد سعدنا بك بالأمس، ودار الحوار معك في الدرس السابق، وكان الحوار ثريا ممزوجا بالنقاط العلمية الجديدة الحساسة التي طُرحت في المناظرة السابقة، فماذا عندك من جديد تستطيع أن تقدمه في هذه المناظرة العالية المستوى؟!

الملحد يجيب، قائلا: سأعيد ما قلته لك بالأمس، ثم سأضيف إليه جوانب جديدة.

فضيلة الدكتور يقول: تفضل.

الملحد يقول: عندما يرزق الأب والأم بطفل معاق عنده شلل دماغي، أو نصفي أو عنده ضمور في خلايا المخ، فما ذنب الأبوين أن يتعذبا؟ وماذا فعل هذا الطفل كي يولد مشوها، لم يقل الله في قرآنكم: ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾ [التين:4]، فهل هذا المولود المعاق في أحسن تقويم؟! ولكم الشكر.

أحبابي الكرام، إن كلام الملحد هو استكمال لما طرحناه سابقا من نقاط جوهرية حول هذا الموضوع المهم؛ لأن الملحد يطرح موضوعا مهما، وهو أن هناك أرواحا وأنفسا معذبة في هذه الحياة وهذه الأرواح، والأنفس المعذبة يعتقد بعض الناس أنهم لو لم يأتوا إلى الحياة لكان خيرا لهم، ولأهلهم بدلا من أن يعيشوا معذبين في هذه الحياة فلم ينالوا من الحياة إلا تعبا وإرهاقا ورهقا، وهذا الكلام هو كلام افتراضي والذي نقول به – سلمكم الله تعالى وأحبكم – أن هناك شيئا اسمه الحكمة، يقول تعالى:﴿يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ [البقرة:269].

 وهذه الحكمة لا نستطيع كبشر أن نصل إلى أغوارها، فهناك أشياء في الكون لا نستطيع أن نفسرها ونعجز تماما حيالها؛ لأنها فوق طاقتنا؛ لأنها أكبر من السعة العقلية الدماغية لنا؛ لأن الإنسان في هذه الحالة لا يقدر على استيعاب كل الأمور الغيبية، أو حتى الأمور المشاهدية التي تحدث في عالم الحياة وليس في عالم الخيالات والمتاهات والأحلام، وفي هذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلـم: (تَفَكَّرُوا فِي الْخَلْقِ، وَلَا تَفَكَّرُوا فِي الْخَالِقِ، فَإِنَّكُمْ لَا تَقْدُرُونَ قَدْرَهَ)،  بمعني أن الإنسان يفكر – يا أحبابي – إلى نقطة معينة، وعند هذه النقطة المعينة، فإن العقل لا يستطيع أن يخترقها، ولو اخترقها لكان من الملحدين؛ لأنهم أتوا على نقاط ينبغي التسليم لها، وينبغي التسليم بها، ولكنهم ما سلموا لها ولا سلموا بها، وعندما أتوا إليها دخلوا في نقاط حمراء، فاعتقدوا خطأً أنهم على صواب.

الملحد يقول لفضيلة الدكتور: إنك -يا فضيلة الدكتور- قدمت لي معلومات مهمة انتفعت بها، ولكنني لم أملأ قلبي، ولا يقيني بالموضوع، ولا زال الموضوع معلقا لديَّ، فماذا عندك اليوم من جديد؟




تصفح أيضا

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض