يحدث بعض الناس عن زوجته التي مرضت، وضاقت عليه المشكلة حتى ظن ألا مخرج منها، لكن:
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها... فرجت وكنت أظنها لا تفرج
يقول: أسعفت زوجتي في ذات الليالي، وأخذتها إلى المستشفى بعد معاناة يوم كامل من الولادة المتعسرة،كانت في حالة يرثى لها، وفور وصولنا إلى المستشفى هبت جميع الطبيبات والممرضات بورقة، قلن: إن عليَّ أن أوقع فيها بالموافقة على إجراء عملية قيصرية عاجلة جدًّا، وبعد العملية أخبروني أن ابني الأول سيرقد في غرفة الحضانة؛ لأن تعسر الولادة طوال يوم كامل أصاب دماغه جراء عدم وصول الأوكسجين إليه، كما أنها ستنشق أثناء ذلك من ماء الرحم فأصابه بالتهاب رئوي حاد، وبعد يومين أخبرني الطبيب أن حالة ابني متفاقمة، والأقدار بيد الله.
سألته: وإن تعافى يا دكتور؟
قال: سوف يكون هناك احتمال إصابته بتخلف عقلي جرَّاء الضرر الحاصل بالدماغ!
وأظلمت الدنيا أمام عيني، حتى إنني كنت أمشي ولا أدري، وكنت أتذكر معاناة أمه الطويلة في البيت، ثم معاناتها في المستشفى، وأخيرًا حالة الولد ميؤوس منها.
ثم تذكَّرت (إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ) [الأنعام: 57] وليس للأطباء، فتوضأت وصليت ركعتين، ودعوت الله فيهما من قلب خالص، وفي اليوم الثاني ذهبت إلى المستشفى، فقابلتني ممرضة الحضانة وهي تقول: غدًا موعد الخروج يا أبا الطفل، لقد تغيرت حالة الطفل 180 درجة، وزرت أم الطفل فقالوا لي: اليوم موعد خروجها وهي أحسن من ذي قبل!
يقول هذا الزوج الذي سلم أمره إلى الله ولجأ إليه وقت الشدة: اليوم يتمتع ابني بذكاء أكبر من عمره بعدة سنوات.. وذهبت الشدة والكرب بركعتين خالصتين لله تعالى.
فسبحان من بيده ملكوت كل شيء، وإنما يقول للشيء كن فيكون، (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ) [البقرة: 117].
(إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ. فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [يس: 82 - 83].
قال الشاعر:
هَوِّن عليك فكل الأمر ينقطع.. وخل عنك ضباب الهم يندفع
فكل همّ له من بعـده فرج.. وكل كرب إذا ضاق يتسـع
إن البلاء وإن طال الزمان به.. الموت يقطعه أو سوف ينقطع