مفهوم تجديد الفكر الإسلامي

الرئيسية المقالات مقالات دينية

مفهوم تجديد الفكر الإسلامي

مفهوم تجديد الفكر الإسلامي:

التجديد في اللغة العربية من أصل الفعل (تجدد) أي : صار جديدًا و(جدَّدَه) أي: صيره جديدًا، وكذلك أجدَّه واستجدَّه، وكذلك سُمَّي كلُّ شىٍء لم يأتِ عليه الأيَّام جديدًا
ومن خلال هذا المفهوم اللغوي نستدعي إلى الذهن تصورًا عن التجديد:
 أ- أن الشيء المجدد قد كان في أول الأمر موجودًا وقائمًا وللناس به عهد.
ب- أن هذا الشيء أتت عليه الأيام فأصابه البلى وصار قديمًا.
جـ- أن ذلك الشيء قد أعيد إلى مثل الحالة التي كان عليها قبل أن يبلى ويخلق.
وفي الإصلاح يكاد يتفق المفكرون على أنّ التجديد هو عبارة عن فاعلية إنسانية مصدرها يرجع إلى الفرد والمجتمع، تقوم على التحرر من الجمود والخمول، وتسعى إلى التغيير والنمو في مجالي الفكر والعمل، وتستخدم كل الوسائل التي تحقق لها ذلك في جميع مجالات الحياة.
والتجديد يرتبط بالجانب الذهني والنفسي لدى الإنسان وحياته الاجتماعية، كما يتصل التجديد بالحضارة ، لأن الحضارة نتاج إنساني ويهدف التجديد إلى البناء والنمو في جوانب الإنسان المعرفية والروحية والمادية.
كلمة التجديد في القرآن والسنة:
في القرآن الكريم جاءت مادة التجديد مرتبططة بالخلق في كثير من الآيات القرآنية:
يقول تعالى: {وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} [الرعد: 5].
{إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ} [إبراهيم: 19، وفاطر: 16].
{وَقَالُوا أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} [السجدة: 10].
{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} [سبأ: 7].
{أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ } [ق:15].
{وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا} [الإسراء: 49، 98].
ويقول ابن كثير: فَالْعَجَبُ مِنْ قَوْلِهِمْ أَإِذا كُنَّا تُراباً أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ، وَقَدْ عَلِمَ كُلُّ عَالِمٍ وعاقل أن خلق السموات وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مَنْ خَلْقِ النَّاسِ، وَأَنَّ مَنْ بدأ الخلق فالإعادة عليه أسهل، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى بَلى إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}[الأحقاف: 33] .
يقول الطبري: ((وَهَذَا تَقْرِيعٌ مِنَ اللَّهِ لِمُشْرِكِي قُرَيْشٍ الَّذِينَ قَالُوا: {أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ} يَقُولُ لَهُمْ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: أَفَعَيِينَا بِابْتِدَاعِ الْخَلْقِ الْأَوَّلِ الَّذِي خَلَقْنَاهُ، وَلَمْ يَكُنْ شَيْئًا فَنَعْيَا بِإِعَادَتِهِمْ خَلْقًا جَدِيدًا بَعْدَ بَلَائِهِمْ فِي التُّرَابِ، وَبَعْدَ فَنَائِهِمْ؛ يَقُولُ: لَيْسَ يُعْيِينَا ذَلِكَ، بَلْ نَحْنُ عَلَيْهِ قَادِرُونَ))


تصفح أيضا

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض